هل تسير هذه الأشجار حقًا؟

 مصدر الصورة Ruestz

ربما تفتقد القدرة على شن حرب ضد قوى "آيزنغارد"، أو الاجتماع من أجل مناقشة مصير "هوبيت" مزعج، إلّا أن تقارير قد ذكرت أن نوعًا من الأشجار في مكان بعيد من الإكوادور يمكن أن تسير.

نعم لقد قرأتم ذلك بشكل صحيح، هناك نوع حقيقي من أشجار النخيل، سوكراتيا إكسوريتزا Socratea exorrhiza، يمكن أن تتفرع منها جذور جديدة "لتنتقل" إلى تربة أفضل، وليس مجرد انتقال صغير أيضًا! إذ يمكن لهذه الأشجار المتحركة أن تسافر حوالي 20 مترًا في السنة، وفقًا لكارل غروبر Karl Gruber من البي بي سي BBC، أو هذا ما تقوله الأسطورة، ولكن هل هذا أمرٌ حقيقي؟

يبدو سؤالًا بسيطًا جدًا تسهل الإجابة عليه، إلا أنَّه أكثر تعقيدًا بكثير مما قد تتوقعون، فبعض التقارير، مثل تقرير غروبر، تزعم أنّ الأشجار الشهيرة "تسير" عن طريق إنبات جذور جديدة، والتي تسمح لها بالتحرك جانبيًا نوعًا ما ببطء شديد عبر الغابة.

ولكن وفقًا لورقة بحثية قدّمها عام 2005 عالم الأحياء جيراردو آفالوس Gerardo Avalos، فإن الأشجار، والتي تنتج بالفعل جذورًا جديدة أحيانًا، تبقى مزروعة بشكل راسخ في مكان واحد. لكن إنباتها لجذور جديدة لا يعني أنها تستخدمها للتحرك هنا وهناك.

قال آفالوس لمراسل "لايف سينس Live Science" بنجامين رادفورد Benjamin Radford: " تثبت ورقتي البحثية أنَّ الاعتقاد بأن أشجار النخيل تتحرك مجرد خرافة، إنَّ التفكير بأنه يمكن لشجرة نخيل أن تتعقب تغيرات الضوء في الأعلى عبر التحرك ببطء فوق أرض الغابة ... هو خرافة يجد الأدلة السياحيين من المسلي قصّها على زوّار الغابة المطيرة".

إذًا لما كل هذا الارتباك؟ يبدو أن الأمر برمته متجذِّرٌ من النظام الجذري الفريد للشجرة.
فعلى خلاف الأشجار الأخرى التي تكون جذورها مخفية تمامًا تحت الأرض، فإنَّ أشجار النخيل المتحركة تتمتع بجهاز جذور عُلوي يبدأ بالقرب من أسفل جذوعها، وهذا ما يجعل الشجرة تبدو كمكنسة منتصبة أكثر منها كشجرة حقيقية. مع مرور الوقت، ومع تآكل التربة، تموت بعض هذه الجذور وتتشكل جذور جديدة.

لذا فالسؤال المطروح هو: هل تقوم هذه الجذور الجديدة في نهاية المطاف بتغيير موقع الشجرة؟ جميع الدلائل للأسف تشير إلى أنها لا تفعل ذلك.
ربما تكون قصة النخيل المتحرك، وعلى الرغم من إثارتها، من ابتداع الأدلة السياحين لإضفاء نكهة على المحاضرات التي يلقونها على السياح – وهي نتيجة تدعمها حقيقة وهي أنه إذا قمتم بإجراء بحث سريع، لا يوجد أي فيديو يصور إحدى هذه الأشجار وهي "تسير"، ولكن يوجد آلاف الفيديوهات التي تظهر أناسًا يقولون أنها تقوم بذلك.

في حين أن الأمر مخيّب لمن يريد حقًا منّا أن يصدق فكرة أنَّ الشجرة يمكن أن تتحلّى بشكل من أشكال قابلية الحركة عدا النمو للأعلى باتجاه الضوء، فهناك العديد من النباتات التي، في الواقع، تتحرك. خذوا على سبيل المثال "صائدة الذباب" التي تأكل الحشرات الصغيرة عبر قضمها بصوت عالٍ، أو الميموزا بيوبيكا Mimosa pubica –والمعروفة أيضًا باسم "النبتة الحساسة"- والتي تتقلص لدى لمسها. لذا إلى أن يتمكن أحدهم إما من توثيق الأشجار المتحركة وهي تسير أو نشر ورقة بحثية تصفها، علينا أن نتبع الأدلة التي تقول إنها تبقى في مكانها.


 

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات