لماذا تبدأ السنة الجديدة في الأول من كانون الثاني/يناير؟

نحن نحتفل بالسنة الجديدة في الأول من كانون الثاني/يناير لأسباب تاريخيةٍ بالدرجة الأولى، وليس لأسبابٍ فلكية. ومع ذلك، تشترك الطبيعة في جعل الأول من كانون الثاني/يناير وقتاً مناسباً للبدء من جديد.


ليس تاريخ بداية العام الجديد ثابتاً بالضبط من قبل أي علامةٍ طبيعيةٍ أو فصلية. عوضاً عن ذلك، احتفالنا بالسنة الجديدة في الأول من كانون الثاني/يناير هو حدثٌ مدني، هذا وعلى الرغم من حقيقة أن مدة النهار بالنسبة لساكني نصف الكرة الشمالي قد وصلت أقصر مدة لها في تلك الفترة لتبدأ فترة النهار بالتزايد مرةً أخرى، فهناك شعورٌ في الهواء كما لو أننا وُلدنا من جديد.


يعود احتفالنا الحديث ببداية السنة الجديدة إلى التقاليد الرومانية القديمة، بالتحديد إلى عيد الإله الروماني يانوس Janus - إله المداخل والبدايات. كما أن اسم شهر كانون الثاني/يناير January يعود إليه أيضاً، حيث كان يمتلك وجهين، ينظر بأحد وجهيه إلى الماضي، ويتطلع بالوجه الآخر نحو المستقبل. قام الرومان بإطلاق الوعود والتعهد للإله يانوس احتفالاً بالسنة الجديدة، ومن هذا العادة القديمة نبعت تقاليدنا بوضع قراراتٍ للسنة الجديدة.

يانوس، إله المداخل والبدايات (حارس الباب) حقوق الصورة: tablesbeyondbelief
يانوس، إله المداخل والبدايات (حارس الباب) حقوق الصورة: tablesbeyondbelief

لم يكن الأول من يناير يوم بداية السنة الجديدة على مرّ التاريخ. حيث جرت بعض احتفالات السنة الجديدة في الماضي في يوم اعتدال الليل والنهار equinox، وهو اليوم الذي تكون فيه الشمس فوق خط الاستواء، بحيث يتساوى طول الليل والنهار. في العديد من الثقافات، شكل الاعتدال الربيعي vernal equinox في شهر آذار/مارس فترة تحولٍ وبدايةً جديدة، لذا فقد كانت الاحتفالات الثقافية بالسنة الجديدة أمراً معتاداً في يوم الاعتدال.

كذلك كان للاعتدال الخريفي autumnal equinox في أيلول/سبتمبر أنصارٌ يحتفلون به كبدايةٍ للعام الجديد. فعلى سبيل المثال، يبدأ العام الجديد في شهر أيلول/سبتمبر في التقويم الجمهوري الفرنسي، الذي ظهر خلال الثورة الفرنسية واستُخدم لـ 12 سنةً تقريباً بين نهاية عام 1793 وعام 1805. أما اليونان فقد احتفلوا بالسنة الجديدة في يوم الانقلاب الشتوي winter solstice، أقصر نهارٍ في السنة.


واليوم، بالرغم من أن الكثيرين يحتفلون بالسنة الجديدة في الأول من يناير، فإن بعض الثقافات والديانات لا تفعل ذلك، حيث يستخدم اليهود تقويماً قمرياً ويحتفلون بالسنة الجديدة في عيد روش هاشناه Rosh Hashana، أول أيام شهر تشريه Tishri، والذي هو أول شهرٍ في تقويمهم، عادةً ما يكون ذلك في شهر أيلول/سبتمبر.


إن السنة الصينية الجديدة مألوفةٌ للعديد منا، والتي يُحتفل بها لأسابيع في شهر كانون الثاني/يناير أو بدايات شهر شباط/فبراير، وفي هذا العام، ستبدأ السنة الصينية الجديدة -المرموز لها بالديك هذه المرة- في 28 كانون الثاني/يناير.


بالإضافة إلى الأيام الأطول هنا في نصف الكرة الشمالي، فهناك حدثٌ فكليٌّ آخر يقع في بداية شهر كانون الثاني/يناير كل عام، والذي يتعلق أيضاً بسنة الأرض. حيث تم تحديده بالاعتماد على مدارنا حول الشمس، ألا وهو الحضيض الشمسي الخاص بالأرض perihelion -أقرب نقطة للشمس- والذي يحدث كل عامٍ في أول شهر كانون الثاني/يناير حيث سيحدث في 4 كانون الثاني/يناير هذا العام.


لا نحتفل بالسنة الجديدة في الأول من كانون الثاني/يناير لهذا السبب، لكن ذلك يعتبر منطقياً. حيث تصل الأرض إلى أقرب نقطةٍ لها للشمس (الحضيض الشمسي) في الرابع من كانون الثاني/يناير من كل عامٍ تقريباً. حقوق الصورة: NASA
لا نحتفل بالسنة الجديدة في الأول من كانون الثاني/يناير لهذا السبب، لكن ذلك يعتبر منطقياً. حيث تصل الأرض إلى أقرب نقطةٍ لها للشمس (الحضيض الشمسي) في الرابع من كانون الثاني/يناير من كل عامٍ تقريباً. حقوق الصورة: NASA


باختصار


فإن سبب احتفالنا بالسنة الجديدة في الأول من كانون الثاني/يناير هو سببٌ تاريخي، وليس فلكي. تم الاحتفال بالسنة الجديدة بالاعتماد على أحداثٍ فلكية في العصور القديمة -مثل اعتدالات الليل والنهار والانقلابات الفصلية. أما احتفالنا الحديث بالسنة الجديدة فيعود إلى الإله الروماني يانوس ذي الوجهين، الذي ينظر بأحد وجهيه إلى الماضي، ويتطلع بالوجه الآخر نحو المستقبل، كما يعود اسم شهر يناير إليه أيضاً.

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات