بيغي ويتسون، رائدة الفضاء المحطمة للأرقام القياسية

تتمتع رائدة الفضاء في ناسا "بيغي ويتسون" بسيرة ذاتية مثيرة للإعجاب.

قضت بيغي ويتسون Peggy Whitson أكثر من من 665 يوماً بالمجمل خارج الكوكب في محطة الفضاء الدولية ما يجعلها أكثر رواد فضاء ناسا خبرةً على الإطلاق وأكثر امرأةٍ في العالم تقضي وقتاً في الفضاء، وأكبر امرأةٍ تسافر إلى الفضاء، بعمر 57 عاماً، وأكثر امرأة تقوم بعمليات سير في الفضاء (10 مرات)، وأول امرأةٍ تقود محطة الفضاء الدولية عام 2007 ومرةً أخرى عام 2017. تقاعدت بيغي ويتسون من وكالة ناسا في 15 يونيو 2018.

وفي البعثة الأخيرة، أدى خلل وظيفي لأن تسقط مركبتها الفضائية متقهقرة في الغلاف الجوي وهي لا تزال متصلة بوحدة الدفع، الأمر الذي عرض الفريق إلى قوة تبلغ ثمانية أضعاف الجاذبية. وقد أخبرت ويتسون فيما بعد شبكة CBS News: "أعتقد أن قول الطيار القديم -أي هبوط يمكنك الفرار منه هو أمر جيد- هو قول ينطبق على حالتنا هذه".

ويتسون هي أول امرأة تتولى إدارة محطة الفضاء الدولية. ومنذ عام 2009 وحتى هذا اليوم، أصبحت أيضاً المرأة الأولى التي تتولى رئاسة مكتب رواد الفضاء في مركز جونسون الفضائي التابع لناسا، والذي يضم لائحة مهيبة تضم آلان شيبارد Alan Shepard وديك سلايتون Deke Slayton وجون يونغ John Young. 

وفي ظهيرة 17/11/2016 انطلقت برحلة لمدة يومين إلى محطة الفضاء الدولية مع توماس بيسكيت Thomas Pesquet وأوليغ نوفيتسكي Oleg Novitskiy. وبعمرها الذي يناهز الـ 56 عاماً، ستصبح أكبر النساء اللواتي يحلقن في الفضاء عمراً، وأثناء الفصل الثاني من بقاءها خارج محطة الفضاء الدولية، تولت القيادة للمرة الثانية، وهذه أيضاً سابقة أخرى تحسب لها!


بيغي ويتسون
بيغي ويتسون


ولكن أثناء التحضيرات لبعثتها الثالثة، صوبت ويتسون تركيزها نحو فريق مدربيها وتقنيها. وهي تدعو هذه المجموعة بقرية ناسا، وقد أنشات صفحة تدعى (tumblr) تعرض قصصهم.

وتقول في مقابلة أجريت معها في العام الماضي: "نعمل على تسليط الضوء على قصص هؤلاء الناس، إذ نأمل أنه وعبر الحديث عن هذه القصص، سنؤثر على الشباب ليدركوا وجود أنماط مختلفة من الأعمال في مجال التحليق والاستكشاف الفضائي".

عينة من المشاهد في قرية بيغي ويتسون في ناسا مأخوذة من حساب tumblr.
عينة من المشاهد في قرية بيغي ويتسون في ناسا مأخوذة من حساب tumblr.


وتتنوع قصص قرية ناسا التي تعرض على حساب tumblr


فلدينا كارولينا دافيس Carolina Davis، وهي مدربة لرواد الفضاء قدمت إلى الولايات المتحدة من البرازيل حين كان عمرها 15 عاماً، وقد أجرت لويتسون تجربة لمحاكاة حدوث فشل في الاتصالات على متن نموذج مماثل لمحطة الفضاء الدولية.

وهناك أيضاً عالمة الأغذية الدكتورة تقية سيمرمونس Takiyah Sirmons والتي تعد وجبات رواد الفضاء. وكذلك، ثمة أخصائية أنظمة بيئية تدعى ماري فوريستل Mari Forrestel وهي تعمل مع ويتسون في مجال التدريب على إجراءات تنظيف ما بعد الحريق.

ويمكن العثور على العديد من الصفحات الشخصية على حساب ويتسون، بما في ذلك الدكتور هانسن Hansen وهو مدرس لغة روسية، فضلاً عن فريق من التقنيين الذين يساعدون ويتسون على ارتداء بذتها الفضائية في جلسات التدريب تحت الماء.

ومن الممكن أن يكون حماس ويتسون تجاه إخبار القصص نابعاً من مراحل حياتها الفريدة من نوعها. فقد ولدت في أيوا الريفية، وترعرعت في بلدة بالقرب من حدود ميسوري، والتي بلغ عدد سكانها في العام 2015 (15) نسمة فقط. وعاشت أسرتها في مزرعة، وباعت الدواجن لتدفع تكاليف حصولها على رخصة الطيران.

وقبل أن تصبح رائدة فضاء، حاول شخصان على الأقل أن يثنيانها عن هذا المسار الوظيفي، بما في ذلك عالم أيوا الأسطوري جيمس فان ألن James Van Allen، والذي قال لها بأنها ليس من الضرورة أن تكون مهنة جيدة.

وبعد أن حازت ويتسون شهادة الدكتوراه في الكيمياء الحيوية من جامعة ريس، عرضت عليها زمالة ما بعد الدكتوراه في مركز جونسون الفضائي. ولكن في نفس الوقت، كان لديها عرض عمل آخر، وهو ربان سفينة فخري في معهد سالك قرب سان دييغو.

وحين أخبرت المعهد بأنها اختارت وظيفة في ناسا، حاول أحد العلماء أن يكلمها في محاولة لتغيير قرارها، قائلاً بأنها ترتكب أكبر أخطاء حياتها، وذلك كما ذكرت ويتسون فيما بعد. وتقول في الختام: "أعتقد أن ذلك كان جيداً بالنسبة لي على أي حال".

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات