يمكنك الاستماع إلى المقال عوضاً عن القراءة
الذئاب تفهم مبدأ السبب والنتيجة أفضل من الكلاب

وفقاً لبحثٍ جديدٍ أُجري في مركز وولف للعلوم في النمسا، قد تكون الكلاب الداجنة فقدت بعض مهاراتها الحيوانية الفطرية عندما جاءت من البرية. ففي دراسة قارنت بين ذئابٍ وكلابٍ يعيشون في بيئات شبه متطابقة، كانت الذئاب أفضلَ في عمل بعض الأشياء، وخاصةً في استيعاب مفهوم السبب والنتيجة.
 

نشر البحثَ فريقٌ دولي في النمسا وهولندا وألمانيا وإنجلترا، في مجلة Scientific Reports.

صورة للباحثة الرئيسية ميشيل لامب أثناء إجرائها اختباراً مع ذئب في مركز وولف للعلوم. حقوق الصورة: Caroline Ritter
صورة للباحثة الرئيسية ميشيل لامب أثناء إجرائها اختباراً مع ذئب في مركز وولف للعلوم. حقوق الصورة: Caroline Ritter


تقول ميشيل لامب Michelle Lampe، المؤلفة الرئيسية المتخرجة مؤخراً من جامعة رادبود في هولندا: "يتعلم الأطفال مبدأ السبب والنتيجة في وقت مبكر من حياتهم، حيث أنهم يتعلمون على سبيل المثال أنه في حال لمسهم لموقد ساخن فستحترق أيديهم. وقد أظهرت دراستنا أنّ الذئب يفهم هذه العلاقات أيضاً، ولكن كلابنا المدجنة لا تفعل ذلك. يبدو أن الذئاب أفضل من الكلاب في عمل بعض الأشياء، مما يوحي بأن التدجين قد غيّر القدرات الإدراكية للكلاب. لا يمكن استبعاد أن الفروق ربما تعود إلى أنّ الذئاب أكثر مثابرةً على الاستكشاف من الكلاب، فالكلاب تحصل على غذائها منا، في حين يجب على الذئاب أن تجد الطعام بأنفسها في البرية".


قامت الدكتورة ميشيل لامب، والدكتورة زوفيا فيراني Zsófia Virányi من جامعة الطب البيطري في فيينا، والدكتورة جوليان برور Juliane Bräuer من معهد ماكس بلانك لعلوم التاريخ البشري في ألمانيا، والدكتورة جوليان كامينسكي Juliane Kaminski من جامعة بورتسماوث بالمملكة المتحدة، بالتحقيق في القدرات المنطقية لـ 14 كلباً و12 ذئباً معاشراً للبشر.

 


حقوق الفيديو: University of Portsmouth

 

شملت الاختبارات على الحيوانات اختيارها بين جسمين، أحدهما يحتوي على طعام مخفي والآخر فارغ، وذلك لمعرفة ما إذا كانت الحيوانات تستطيع فهم الإشارات التواصلية، مثل الاتصال المباشر بالعين والإيماءات لاختيار الحاوية الصحيحة.

تمكن كلٌ من الكلاب والذئاب من اتباع الإشارات التواصلية للعثور على الطعام الخفي. مع ذلك، وفي غياب الإنسان لإظهار مكان الغذاء، تمكنت الذئاب فقط من التوصل لاستنتاجاتٍ سببية. قالت الدكتورة كامينسكي: "في هذه التجربة، أظهرت الذئاب فهماً كبيراً للسبب والنتيجة، في حين افتقرت الكلاب لذلك. كان فهم الذئاب لإشارات الأعين مثيراً للاهتمام بشكل خاص، لأن ذلك قد يساعد العلم على الحصول على فهمٍ أفضل لعملية تحول الحيوانات البرية إلى حيواناتٍ رفيقةٍ لنا".

قالت الدكتورة برور: "إن قدرة الذئاب على فهم الإشارات التواصلية البشرية، بعد أن تعاشر البشر، قد تجعل من تدجينها أمراً ممكناً".
 

صورة للباحثة الرئيسية ميشيل لامب أثناء إجرائها اختباراً مع ذئب. نُشرت النتائج في مجلة Scientific Reports. حقوق الصورة: Felicity Robinson, Wolf Science Center.
صورة للباحثة الرئيسية ميشيل لامب أثناء إجرائها اختباراً مع ذئب. نُشرت النتائج في مجلة Scientific Reports. حقوق الصورة: Felicity Robinson, Wolf Science Center.

 

يقول المؤلفون أنّ النتائج مقنعة، فبالإضافة إلى المقارنة بين الكلاب والذئاب التي تعيش في ظل ظروف مماثلة، مع نفس التاريخ ونظام التدريب، فقد قارنوا أيضاً بين الكلاب التي تعيش في مجموعاتٍ مع الحيوانات الأليفة التي تحيا مع أسرها البشرية.

قالت الدكتورة فيراني: "لقد تمكنا من إبعاد تأثير التدجين عن ظروف المعيشة والنشأة، وقد حقق عدد قليل من الدراسات مقارنات قوية وواضحة مثل هذه، على الرغم من أننا يجب أن نأخذ بالحسبان أنّ الذئاب التي درسناها معتادةٌ على البشر".

 

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات