يمكنك الاستماع إلى المقال عوضاً عن القراءة
روسيا تعلن حالة الطوارئ بعد تسرب 20000 طن من الوقود إلى نهرٍ في القطب الشمالي

حقوق الصورة: (Greenpeace Russia)


 

كثفت روسيا يوم الخميس 4 يونيو/حزيران جهودها لتطهير تسربٍ ضخمٍ للوقود، الذي وصفه خبراء البيئة بأنه أسوأ حادث من نوعه في القطب الشمالي، في حين قام المحققون بأول اعتقالٍ لهم.

 

انهار خزان ديزل في محطة طاقةٍ خارج مدينة نوريلسك شمال سيبيريا يوم الجمعة 5 يونيو/حزيران، مما أدى إلى تسرب 15000 طن من الوقود إلى النهر و6000 طن إلى التربة، وفقاً لمراقبٍ بيئي في الحكومة الروسية.

 

أعلن الرئيس فلاديمير بوتين Vladimir Putin عن حالة الطوارئ للتعامل مع الكارثة.

 

في يوم الأربعاء، انتقد بوتين بشدة تأخير عملية التطهير، في حين أصرت شركة نوريلسك نيكل للمعادن، التي تمتلك خزان الوقود المنهار من خلال شركةٍ فرعية، على أنها أعلمت الوكالات المعنية على الفور.

 

قالت منظمة غرينبيس روسيا أنّ الحادث هو "الأول من نوعه في منطقة القطب الشمالي" ويمكن مقارنته بكارثة إكسون فالديز قبالة ساحل ألاسكا عام 1989.

 

قالت لجنة التحقيق الروسية أنه تم اعتقال مشرف محطة الطاقة وستُوجه إليه الاتهامات قريباً بينما تجري ثلاثة تحقيقات حول التلوث البيئي وانتهاكات السلامة.

 

لم تُقدم أي معلومات حول طبيعة التهم المحتملة الموجهة ضد الموظف.

 

الاستهانة بحجم الكارثة


وصلت التعزيزات إلى الموقع يوم الخميس 4 يونيو/حزيران، وفقاً لاندريه مالوف Andrei Malov، المتحدث باسم خدمة الانقاذ البحري الروسية التي تقوم بتطهير الانسكابات البحرية، والتي استُدعيت في مطلع الأسبوع الماضي.

 

قال مالوف لوكالة فرانس برس: "لم تحدث مثل هذه الانسكابات في القطب الشمالي من قبل. يجب تطهيرها بسرعة كبيرة لأن الوقود يذوب في الماء."

 

يتدفق نهر أمبارنايا، الذي تضرر بفعل التسرب، إلى بحيرة بياسينو، التي ينبع منها نهر بياسينا والذي يتمتع بأهمية حيوية لشبه جزيرة تامير بأكملها.

 

قال ديمتري كلوكوف Dmitry Klokov، المتحدث باسم وكالة صيادي الأسماك الروسية، أنّ استعادة نظام المياه الملوثة سيستغرق "عقوداً".

 

قال كلوكوف لوكالة تاس للأنباء أنّ "البعض يستهين بحجم هذه الكارثة"، مضيفاً أنّ معظم الوقود قد غرق إلى قاع النهر ووصل إلى البحيرة بالفعل.

 

قال مالوف أنّ خدمة الإنقاذ البحرية قد وضعت ستة حواجز لاحتواء النفط في نهر أمبارنايا لوقف تدفق وقود الديزل إلى البحيرة، كما أنها تستخدم أجهزة خاصة لإزالة الوقود.

 

لكن مالوف قال أنّ مهمة التطهير تعوقها قلة الطرق في المنطقة والطقس العاصف الذي تسبب بالفعل باختراق الكتل الجليدية للحواجز، مما أطلق المزيد من الوقود نحو البحيرة، وأجبر المستجيبين على تغيير مواقعهم.

 

قال مالوف، متنبئاً بأن الوقود المُجمع يجب أن يبقى في الموقع حتى الشتاء في خزانات خاصة: "المنطقة مملوءة بالمستنقعات، ولا يمكن إيصال أي شيء هناك إلا على متن المركبات المخصصة لجميع التضاريس".

 

انصهار التربة الصقيعية


قال المدعون في منطقة كراسنويارسك في بيان أنّ التسرب لوث 180 ألف مترٍ مربعٍ من الأراضي قبل أن يصل إلى النهر.

 

قالت شركة نوريلسك نيكل أنّ الحادث ربما وقع لأن الأرض تحت خزان الوقود قد انحسرت مع انصهار التربة الصقيعية بسبب التغير المناخي.

 

قال خبير الصندوق العالمي للطبيعة أليكسي كنيجنيكوف Alexei Knizhnikov أن التغير المناخي يؤثر على التربة الصقيعية، لكن كان من الممكن تجنب هذه الكارثة لو اتبعت الشركة القواعد.

 

قال كنيجنيكوف أنه بموجب القانون الروسي، يجب أن يكون هناك هيكل احتواء حول أي خزان وقود ليبقي معظم التسرب في نفس الموقع.

 

وأضاف أن "الكثير من اللوم يقع على عاتق الشركة".

 

دفعت التضاريس الصعبة بعض المسؤولين إلى اقتراح حرق الوقود الذي تم جمعه، لكن رئيسة الوكالة الروسية لحماية البيئة سفيتلانا راديونوفا Svetlana Radionov استبعدت ذلك يوم الخميس.

 

قالت راديونوفا، وفقاً لوكالة أنباء انترفاكس: "لن نجري أي حرق للمنتجات البترولية"، ووعدت أيضا بالتشاور مع الأوساط العلمية حول أفضل طريقةٍ لحل الكارثة.


 

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات