كلفة زراعة الأشجار وحمايتها لمحاربة التغير المناخي قد ترتفع

حقوق الصورة: أليك كالينوسكي من موقع أنسبلاش


يعتبر زرع الأشجار وتفادي اجتثات الأشجار أحد المفاتيح الأساسية للخطط الهادفة للتخفيف من حدة التغير المناخي، بيد أن دراسة جديدة قد وجدت أن كلفة زراعة وحماية الأشجار بهدف القضاء على الانبعاثات العالمية قد ترتفع بسرعة.

و قد أكد الباحثون بهذه الدراسة التي أجرتها مؤسسة RTI للبحث العلمي وجامعة كارولاينا الشمالية وجامعة أوهايو أن التكاليف قد ترتفع بشكلٍ حاد كلما زادت الخطط طموحًا في التخفيف أكثر من الانبعاثات. يرى نفس الباحثين أنه بحلول سنة 2055 ستبلغ تكلفة زرع وحماية الأشجار 393 مليار دولار سنويًا، وذلك للوصول للعدد الكافي لتجاوز عتبة عشرة بالمئة من نسبة تخفيف الانبعاثات التي أكد خبراء السياسة الدولية أنها ضرورية لحصر التغير المناخي في عتبة زيادة حرارية تبلغ 1.5 درجة مئوية.

قال جاستن بيكر Justin Baker، وهو كاتب مشارك بالدراسة وأستاذ مساعد بمجال اقتصاد موارد الغابات بجامعة كارولاينا الشمالية، إن بإمكان القطاع الحراجي العالمي المساهمة بشكلٍ حقيقيٍّ في الأهداف الدولية لتخفيف التغيرات المناخية، لكن حين يُوجَّه النظر إلى التكلفة الاقتصادية فإنها غير منسجمة وموارد الغابات الموجودة، أي أننا كلما قللنا من الانبعاثات انحبس الكربون أكثر، أي أن التكلفة تزداد ارتفاعًا.

وقد وجد الباحثون أن اللجنة الدولية للتغير المناخي تتوقع أن يلعب القطاع الحراجي دورًا حاسمًا في تخفيف حدة التغير المناخي، وقد استخدم الباحثون نموذجًا لحساب الثمن يُسمّى GTM من أجل تحليل تكلفة حماية الغابات، وتفادي اجتثات الغابات، وزرع الأشجار، وقد قدّر هذا النموذج تكلفة حماية الأشجار بالغابات الخاصة المملوكة والمسيرة من طرف الشركات العاملة بمجال صناعة الورق، وكذلك تكلفة نفس العملية في الأراضي العمومية، كالمنتزه الوطني بالولايات المتحدة الأمريكية.

قال كيمن أوستن Kemen Austin، وهو كاتب بالدراسة ومسؤول سياسات التحليل بمؤسسة RTI للبحث العلمي، إن حماية وإدارة وإعادة الغابات بمختلف أرجاء العالم هو أمرٌ أساسيٌّ لتفادي التأثيرات الخطرة للتغير المناخي، وإن لها عوائدَ موازيةً هامةً مثل الحفاظ على التنوع الحيوي، وتحسين النظام البيئي، وحماية مختلف أنواع الحياة، وأضاف: "إلى حدّ اللحظة، لا يوجد إلا عددٌ قليلٌ من الأبحاث التي تبحث في تكلفة التخفيف من حدة التغير المناخي عبر الغابات، وسيساعدنا فهم هذه التكلفة في وضع أولويات تخص الموارد، وكذلك تخمين سياساتٍ ناجعةً للتخفيف من التغير المناخي".

وقد قدر الباحثون تكلفة تفادي انبعاث 0.6 جيجا طن من ثنائي أكسيد الكربون بحلول سنة 2055 بملياري دولار سنويًا. كذلك، فإن مبلغ 393 مليار دولار سنويًا قادر على حبس 6 جيجا طن من الكربون ومنع تحريره في الجو، أو منع المساوي للانبعاثات التي يسببها 1.3 مليار سيارة مستعملة لمدة سنة، وذلك بحسب أحد أنظمة الحساب التابع للوكالة الأمريكية لحماية الطبيعة.

أضاف بيكر: "ليس من الواضح بناءً على هذه النتائج أننا سنحصل على عملية تخفيف منخفضة مستمرة الأمد بالاستناد الى قطاع الغابة العالمي، وهذا ما أوضحته دراساتٌ أخرى".

من المتوقع أن تلعب المدارات الأرضية الدور الأكبر في الخفض من الانبعاثات. تتشارك ثلاث دول في حصة الأسد، وهي البرازيل باعتبارها بلدًا يضم أكبر جزء من الغابات المطيرة التابعة لغابة الأمازون، مع كلٍّ من الكونغو الديمقراطية وإندونيسيا، وستساهم هذه المدارات في 72 إلى 82 بالمئة من إجمالي التخفيف العالمي من حدة التغير المناخي سنة 2055.

وقد وجد الباحثون إن إدارة الغابات في المناطق المعتدلة كالغطاء الحراجي للولايات الجنوبية لأمريكا ستلعب دورًا مؤثرًا، خصوصًا فيما يتعلق في حالات الخطط ذات التكلفة الكبيرة، وقد توقعوا بأنه يمكن اعتبار التشجير وحسن إدارة أراضي الغطاء الحراجي استراتيجياتٍ هامةً في الولايات المتحدة الأمريكية.

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات