بعد بوزون هيغز، مصادم الهادرونات الكبير يبحث عن جسيمات مذهلة أخرى.
في العام 2015، قد يسمح مصادم الهادرونات الكبير وهو المسرع الموجود في منظمة الأبحاث النووية الأوروبية (CERN)، والذي ستتضاعَف قوته بفضل عملية تبريد، بالكشف عن جسيم أكثر إذهالاً من بوزون هيغز، وبالتالي قد يُساهم هذا في الكشف جزئياً عن المادة المظلمة (dark matter) الغامضة.
يقول بيت هاينمان (Beate Heinemann)، وهو بروفسور في الفيزياء من جامعة كاليفورنيا في بيركلي وعضو في فريق البحث الخاص بتجربةATLAS: ''نأمل أن نكون على مشارف اكتشاف عالمٍ آخر، كذلك الذي حصل بخصوص المادة المضادة (antimatter) مع بداية القرن العشرين، ولكن هذه المرة سيتعلق الأمر بالمادة فائقة التناظر (la matière supersymétrique). بالنسبة لي، هذا الأمر أكثر إثارة من بوزون هيغز".
ووفقاً لنظرية التناظر الفائق (la théorie de la supersymétrie) المذكورة سابقا، تمتلك كل الجسيمات العنصرية الموجودة في النموذج القياسي للفيزياء (modèle élémentaire de la physique) شريكاً أضخم.
وعلى ذلك، فإن الكوارك الذي يُكوّن بروتونات ونيوترونات الذرة قد يتمتع بشريك فائق التناظر يُعرف بسكوارك (squark). لكن ما يبحث عنه الفيزيائيون هو النيوترالينو (neutralino)، وهو جسيم فائق تنبأت بوجوده نظرية التناظر الفائق، وهو مكون من ثلاثة شركاء فائقين هم: الفوتينو (le photino) وهو الشريك فائق التناظر للفوتون، والزينو (le zino) وهو الشريك فائق التناظر للبوزون، والهيغزينو (le higgsino) وهو الشريك فائق التناظر لبوزون هيغز.
ووفقاً لعلماء الفيزياء، يبدو أن النيوترالينو، الذي ُيعد مستقر جداً، هو المرشح الأفضل لتكوين المادة المظلمة -الكتلة المفقودة من الكون وهي من يُحافظ على ارتباط المجرات معاً، لكن هذه المادة غير مرئية ويُمكن اكتشافها فقط جراء تأثيرات الجاذبية.