الرضاعة الطبيعية تؤدي إلى تطور دماغي ونتائج عصبية إدراكية أفضل

وجد بحثٌ جديدٌ أن الأطفال الخِداج الذين يتناولون الكثير من حليب الثدي في أول 28 يوماً من حياتهم، لديهم مادة رمادية أكبر حجماً في نوى الدماغ، ولديهم معدل ذكاء وتحصيل دراسي وذاكرة ووظيفة حركية أفضل بعمر السابعة.

 

دراسة جديدة تابعت 180 طفلاً خديجاً pre-term infants منذ ولادتهم وحتى سن السابعة، وجدت أن الأطفال الذين أُرضعوا أكثر من حليب الثدي خلال أول 28 يوماً من حياتهم، كانت لديهم مناطق معينة من الدماغ بأحجامٍ أكبر عند العمر المكافئ لعمر الولادة[1] بالإضافة لمعدل ذكاء وتحصيل دراسي وذاكرة عاملة ووظيفة حركية أفضل.

نُشِرت النتائج يوم الجمعة 19 تموز/يوليو في دورية The Journal of Pediatrics.

تقول ماندي براون بلفورت Mandy Brown Belfort الحاصلة على الدكتوراه في الطب، وهي باحثة ومؤسسة للدراسة وطبيبة في قسم طب الولادات في مشفى بريغهام النسائي Brigham Women's Hospital: "تدعم معطياتنا التوصيات الحالية في استخدام حليب الأم لإرضاع الأطفال الخداج خلال احتضانهم في وحدة العناية المركزة للولدان (NICU)، هذا ليس مهماً بالنسبة للأمهات فقط، بل أيضاً للمشافي وأرباب العمل والأصدقاء وأفراد العائلة، حتى يتمكنوا من تقديم الدعم المطلوب خلال الوقت الذي تكون فيه الأمهات تحت الضغط، ويعملن بجهدٍ لإنتاج الحليب لأطفالهن".

درس الباحثون الأطفال المولودين قبل إتمام 30 أسبوعاً من الحمل (وهي تقارب 7 أشهر من الحمل)، والذين كانوا مسجَّلين في دراسات Victorian Infant Brain Studies التي جرت بين عامي 2001-2003. 


حددوا عدد الأيام التي تلقى فيها الأطفال حليباً طبيعياً بنسبةٍ أكبر من 50% من مدخولهم الغذائي اليومي منذ الولادة وحتى اليوم الـ 28 من حياتهم، بالإضافة إلى ذلك، درس الباحثون معطياتٍ متعلقةً بأحجام مناطق الدماغ، والتي قيست من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) عندما كان الطفل يصل إلى العمر المكافئ للأوان، وكذلك على عمر الـ 7 سنوات، وتفحصوا أيضاً الاختبارات الحركية والمعرفية (معدل الذكاء والقراءة والحساب، والانتباه والذاكرة العاملة واللغة والإدراك البصري) بعمر السابعة.

أظهرت النتائج أن الرضَّع الذين تلقوا حليباً طبيعياً بالدرجة الأولى في أيامٍ أكثر خلال احتضانهم في وحدة العناية المركزة للولدان، كانت المادة الرمادية النووية لديهم أكبر حجماً، والمادة الرمادية النووية هي مجموعة مناطق هامة لمعالجة الإشارات العصبية ونقلها لمناطق أخرى من الدماغ (وتشمل العقد القاعدية والمهاد)، وكان ذلك عند وصول الطفل للعمر المكافئ للأوان وبعمر السابعة، وكان لديهم أداء أفضل في اختبارات معدل الذكاء والحساب والذاكرة العاملة والوظائف الحركية.

إجمالاً، وجد الباحثون أن تناول حليبٍ بشريٍّ أكثر كان مُرتبطاً مع نتائج أفضل، وذلك يتضمن أحجاماً أكبر للمناطق الدماغية عند العمر المكافئ للأوان، ونتائج معرفية محسَّنة بعمر السابعة.

تقول بلفورت: "تجد الكثير من أمهات الأطفال الخِداج صعوبةً في توفير الحليب الطبيعي لأطفالهن، وعلينا أن نعمل بجد للتأكد من أن هؤلاء الأمهات لديهن أفضل أنظمة الدعم الممكن في المكان المناسب، لتحقيق الحد الأقصى من قدرتهن على تحقيق أهدافهن التغذوية الخاصة بهنّ. من المهم أن نلاحظ أيضاً أن هنالك الكثير من العوامل التي تؤثر في تطور الطفل، حيث يعتبر حليب الثدي إحداها فقط".

لاحظ الباحثون بعض القيود على الدراسة، منها أنها كانت دراسة من نوع دراسات المشاهدة [2] observational study


على الرغم من أنهم ضبطوا بعض العوامل مثل الاختلاف في المستوى التعليمي للأمهات، إلا أنّ بعض التأثيرات بالكاد أمكن تفسيرها من خلال عوامل أخرى لم تكن مقاسة، مثل زيادة تدخل الأمهات في جوانب أخرى من رعاية الرضَّع.

تضيف بلفورت أن الدراسات المستقبلية باستخدام تقنياتٍ أخرى للتصوير بالرنين المغناطيسي يمكن أن تزودنا بمعلوماتٍ أكثر عن الطرق المحددة التي يؤثر من خلالها تناول الحليب البشري في بنية ووظيفة الدماغ، وهناك حاجة أيضاً للعمل في المستقبل، لتوضيح دور الرضاعة الطبيعية من بين الأنواع الأخرى للرعاية والتنشئة الأمومية في تطور دماغ الأطفال الخِداج.

 

الملاحظات


[1] أي العمر المفترض لو كان وُلد في أوانه، فالخديج الذي يولد قبل شهرٍ من أوانه يكون عمر الولادة عنده شهر.
 

[2] دراسة المشاهدة: هي نوع من الدراسات يقوم فيه الباحث بملاحظة الاختلافات الموجودة أمامه، ولا يقوم بالتحكم بعواملها.

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

اترك تعليقاً () تعليقات