تلقت مبادرة ناسا بالعربي دعوة من إدارة مدرسة الفاروق الخيرية والمعلمة منار عليان لزيارة المدرسة وتقديم محاضرة حول علم الفلك وتاريخه واستكشاف الفضاء، فزارت المتطوعة سلسبيل حسن أبو زبيدة -ممثلة ناسا بالعربي في الأردن- المدرسة وألقت محاضرة لطالبات الصف الثامن بناء على طلب المعلمة ورغبة الطالبات.
عرفت المتطوعة سلسبيل بمبادرة ناسا بالعربي وما تقدمه من علوم وهدفها، ثم بدأت المحاضرة بالحديث عن بدايات اهتمام البشر بالسماء وعلم الفلك فلطالما جذبت السماء عين الإنسان وفكره بغموضها واتساعها وما فيها، فكان استكشاف البشر لها وفهمها في البداية مبنياً على الملاحظات بالعين المجردة، فوصفوا الأجرام السماوية من كواكب ونجوم وأقمار، وحاولوا كثيراً الاستفادة من النجوم وترتيبها بأشكال ليسهل حفظها وتمييزها فشبهوا الأشكال الناتجة عن تجمعها تارة بالحيوانات، وتارة أخرى بالأشياء، وأعطوها أسماء ورموز وكانوا السباقين في تسمية النجوم والأجرام السماوية، إذ أن الغالبية العظمى من الأسماء الإنكليزية واللاتينية مأخوذة من الأسماء العربية. كما تطرقت في الحديث لأهمية اهتمام البشر بالنجوم والسماء في معرفة الطقس ومواعيد زراعة المحاصيل.
ثم تابعت المتطوعة سلسبيل بالتسلسل الزمني مروراً بزمن غاليليو تلسكوبه الذي شكل ثورة للعالم في زمنه وغير مفاهيم كثيرة كانت خاطئة عند الناس، مرورا بأينشتاين ونظرياته وأفكاره وصولاً إلى الزمن الحديث وبدء الاستكشاف باستخدام الأجهزة المتطورة، فعلى سبيل المثال عرّفنا تلسكوب هابل على وجود ملايين المجرات، ثم عرضت مجموعة من مقاطع فيديو كثيرة توضح فائدة وعمل هذه الأجهزة في استكشاف الفضاء.
ثم عرضت مقطع فيديو مميز يوضح مكاننا من الكون بدءاً من سطح الأرض وصولاً إلى عوالم أخرى. تالياً، طرحت السؤال التالي: هل من الممكن وجود عوالم أخرى؟ وكانت استجابة الطالبات وشغفهن وفضولهن لذلك واضحاً، إذ تلا ذلك مناقشة فريدة بين المُحاضِرة والطالبات تناولت احتمال وجود حياة في نظامنا الشمسي، ثم تدرج النقاش ليشمل الحديث فيما إذا كان هناك حياة أخرى في مجرتنا أو في مجرة أخرى غير مجرتنا أو ربما في كون آخر!!!!
كان الجواب من مجموعة قليلة من الطالبات هو نعم ممكن، أما البقية فكن صافنات ومذهولات من الفكرة.
سألت الطالبات عن المشاكل التي يواجهها رواد الفضاء، بعد عرض فيديو ببين كيف يبكي رائد الفضاء، إذ أن انعدام الجاذبية هو أكبر مشكلة، إضافة إلى بعض المشاكل الصحية التي تواجههم، كما جرت مناقشة ظاهرة الشفق القطبي وأحجام الكواكب والنجوم مع الإشارة إلى وجود نجوم أكبر من الشمس بالتأكيد.
أما المعلمة منار عليان فكانت تربط بين المعلومات التي تعلمتها الطالبات في المنهاج الدراسي وبين المعلومات التي تناقش في المحاضرة.
من أميز الأسئلة التي طرحتها الطالبات وجرى النقاش عليها هو كيف بإمكاننا أن نصبح علماء؟ كيف يمكننا أن ننجز ونحقق في سبيل العلم؟ وكان الجواب هو نعم يمكننا أن ننجز بقدر إصرارنا وطريقنا للنجاح يبدأ باهتمامنا وطرح أسئلة ثم بحثنا عن إجابات باستخدام منهج العلم، ومتابعة الطموح والفضول والشغف تجاه العلم وتقصي المجهول الذي لم يكن غائباً في أعين الطالبات.
