يمكنك الاستماع إلى المقال عوضاً عن القراءة
نهج جديد لحماية الثدييات الفريدة حول العالم

حيوانات لها القليل جدًا من الأنساب القريبة، ومنها الليمور في مدغشقر. حقوق الصورة: Mathias Appel, Flickr
 

وضعت دراسةٌ جديدةٌ بقيادة جامعة أستراليا الوطنية خرائطَ لمناطق ذات أولويةٍ في جميع أنحاء العالم لحماية آلاف أنواع الثدييات، مع التركيز على الأنواع التي لها عددٌ قليلٌ من الأنساب المقربين، بما في ذلك آكل النمل الشوكي في أستراليا وبابوا غينيا الجديدة، إضافةً إلى الليمور في مدغشقر.
 

يقول الباحث الرئيسي الدكتور دان روزاور Dan Rosauer بأنّ الفريق استخدم خرائط لنحو 4700 مسكن للثدييات في البرية، إضافةً إلى معلوماتٍ عن كيفية ارتباط الأنواع ببعضها البعض، وذلك لتحديد الأماكن الهامة في جميع أنحاء العالم لحماية تنوع الثدييات فيها. وقد حددت الدراسة أهم الأماكن في كل قارة، بما في ذلك أجزاء من ولاية كوينزلاند الساحلية، والصحارى الاسترالية بالقرب من بلدة أليس سبرينغز، وسومطرة، وجاوا، ومدغشقر، والهند، والصين، وإسبانيا.
 

يمكنك الإطلاع على خريطة تفاعلية تبين هذه المناطق المهمة على الرابط التالي.
 

يقول الدكتور روزاور Rosauer، من كلية بحوث علم الأحياء في جامعة أستراليا الوطنية: "إنّ فقدان المواطن الطبيعية يشكل تهديدًا رئيسيًا على أنواع الثدييات في العالم، وهناك أكثر من 1000 نوعٍ من الثدييات مهددٌ بالفعل". ويردف أنّ استهداف جهود الحفظ للمناطق التي توفر أكبر فائدةٍ هو أمرٌ بالغ الأهمية، لأن الموارد محدودة، ولا سيما الأراضي والمال.
 

يكمل الدكتور روزاور قوله: "يركز العلماء غالبًا على عدد الأنواع في المناطق المحمية، ولكن، مثل هذه الدراسة تأخذ بعين الاعتبار درجة تمثيل شجرة الحياة العائلية بشكلٍ جيدٍ، حيث تسعى هذه الدراسة إلى حماية جميع الثدييات البرية، لكنها تعطي أولويةً قصوى للأنواع التي ليس لها أنساب مقربة، لأنها إذا انقرضت، فلن يتبقى شيءٌ يُشبهها. هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها شخصٌ ما بعمل خرائط لهذه المناطق ذات الأولوية بهدف الحفاظ على تنوع تطور الثدييات، إلى جانب استهداف حدٍّ أدنى من المناطق لحماية مساكن الحيوانات".
 

"يعمل الناس بالفعل على هذه التحديات، ولكن، وباستخدام هذه المعلومات الجينية المتطورة، يمكننا اتخاذ قرارات أفضل بكثير لحماية ما يصل إلى نسبة أكثر بـ 32% من تنوع شجرة حياة الثدييات من خلال استخدام أفضل للموارد المحدودة. تشمل الحيوانات التي تمتلك عددًا قليلًا من الأنساب المقربين حيوان آكل النمل الشوكي وخلد الماء في أستراليا، والليمور في مدغشقر، و خنزير الأرض في أفريقيا، وقرد الجبل في أمريكا الجنوبية".
 

يقول الدكتور روزور أيضًا: "انفصل خلد الماء وآكل النمل الشوكي عن بعضهما البعض قبل نحو 25 مليون سنة، وانفصلوا عن بقية الثدييات المبكرة في زمن الديناصورات. ومن خلال استهداف هذه المناطق ذات الأنواع الفريدة حقًا، فنحن نحمي الكثير من الأنواع الأخرى أيضًا".
 

يقول الدكتور سيمون لينك Simon Linke، الباحث المشارك من جامعة جريفيث، إن نتائج البحث لها العديد من التطبيقات المحتملة. ويقول الدكتور لينك Linke: "نأمل أن يتبنى المتخصصون في مجال الحفاظ على الحيوانات هذا النهج. ونتيجة تصميمنا لنظام الحفظ هذا المتاح بسهولة، يمكننا الآن الحد من التهديدات أو استخدام شجرة الحياة العائلية في تطبيقاتٍ عديدٍة، كتوسيع الحدائق الوطنية".
 

عملت جامعة أستراليا الوطنية على هذا البحث مع جامعة غرونوبل ألب في فرنسا، وجامعة غريفيث في كوينزلاند وجامعة ييل في الولايات المتحدة. 
 

ونُشر البحث في مجلة Proceedings of the Royal Society.

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات