أول أحفورة لديناصور طويل العنق في القارة القطبية الجنوبية

يعلم الباحثون أن العظام تعود لديناصور السوربود رغم أنهم ليسوا متأكدين من نوعه. هنا في هذه الصورة يحمي ديناصور السوربود من نوع برونتوميرس Brontomerus صغيرة من حيوان مفترس. حقوق الصورة: Francisco Gascó under the direction of Mike Taylor and Matt Wedel

من المعروف أن ديناصورات السوربود Sauropod طويلة العنق كانت تجوب كل قارات الأرض، لكن أصبح من المؤكد أنها أيضاً جالت القارة القطبية الجنوبية المتجمدة، حيث جاء اكتشاف إحدى فقرات ديناصور السوربود على جزيرة جيمس روس في القارة القطبية الجنوبية ليكشف أن هذه المخلوقات العملاقة (التي تشمل كلا من: دبلودكس Diplodocus، وبراكيوسوروس Brachiosaurus وأباتوسوروس Apatosaurus) قد عاشت في القارة في العصر الطباشيري العلوي منذ نحو 100 مليون سنة.

وتقول باحثة الدراسة أريانا بولينا كاراباجال Ariana Paulina Carabajal وهي باحثة في متحف البلدية في كارمن فونيس في بلازا هوكونكول بالأرجنتين: "عُثر على ديناصورات السوربود في جميع أنحاء العالم باستثناء القارة القطبية الجنوبية، لكن هذا الأمر تغير الآن". وأبلغت بولينا كاراباجال عن اكتشافها في 3 تشرين الثاني/نوفمبر في الاجتماع السنوي لجمعية علم الحفريات الفقارية.

أحافير في القطب الجنوبي


بولينا كاراباجال وزملاؤها ليسوا أول من يجد ديناصوراً في القارة القطبية الجنوبية، فقد عثر علماء الأحافير عام 1986 على عظم ديناصرو أنكيولوصور ankylosaur، ومنذ ذلك الحين ظهرت عينات أخرى من الديناصورات بما فيها ديناصور حامل البط duck-billed dinosaurs، ومع ذلك فالقارة القطبية الجنوبية ليست أرضاً خصبة للأحافير كباقي المناطق.

وتقول بولينا كاراباجال لمجلة LiveScience: "على الأرجح هناك الكثير من الديناصورات في القارة القطبية الجنوبية، لكننا لم نعثر عليها بعد، لأنه من الصعب جداً الذهاب إلى هناك، وبالتالي من الصعب العثور على الأحافير، وبالطبع الكثير من القارة مغطى بالجليد".

وقالت إنه حتى في فصل الصيف، عندما يتراجع الجليد والثلوج في بعض المناطق الساحلية، فإن العثور على الأحافير أمر صعب. كما إن الدورات اليومية للتجمد والذوبان تهشم العظام إلى قطع، لذلك لن تجد عظاما كاملة أبداً. وبعد 8 بوصات (20 سم) من الحفر تدخل إلى الأرض الصقيعية permafrost مما يصعب مهمة استخراجها دون الانتظار أن تذوب ليوم أو يومين.

توجهت بولينا كاراباجال وزملاؤها إلى جزيرة جيمس روس على متن طائرة مروحية هبطت بهم مع معدات تخييمهم.

بدأت المجموعة في إجراء مسح للبحث عن الأحافير، وقد عثروا على أحافير لعدد من الزواحف البحرية والأسماك واللافقاريات، لكن لم يجدوا أي منها لديناصور، ثم في نهاية إقامتهم في الموقع الذي عُثِر فيه على ديناصور أنكيلوصور الأول في القارة القطبية الجنوبية، وجدوا على سطح الجليد فقرة واحدة مكسورة لديناصور سوربود.

وتقول بولينا كاراباجال: "لا يمكننا عمل الكثير من خلال فقرة فقط، لذلك لا نعرف الأجناس أو الأنواع، لكننا نعرف أنه تيتانوصور titanosaur، إنه نوع من سوربود شائع جداً في أمريكا الجنوبية". وقد تزن الـ تيتانوصورات طويلة الذيل والعنق أكثر من 100 طن. وقد كانت هذه الديناصورات آكلات أعشاب، ومدرعة بحراشف صلبة شبيهة بالخرز.

القارة القطبية القديمة


وتقول بولينا كاراباجال عندما كانت السوربودات تجوب الأرض، كانت القارة القطبية الجنوبية مرتبطة بأمريكا الجنوبية وأستراليا، لذلك أمكنها ببساطة السير من قارة إلى أخرى. كما أن القارة القطبية الجنوبية نفسها لم تكن في أقصى الجنوب كما هي اليوم، لذا كانت القارة أدفأ، على الرغم من أنها بعيدة عن اعتدال الجو. وقالت: "كانت دافئة بما فيه الكفاية لكي تعيش هذه الحيوانات هناك".

بالإضافة إلى هذه الكائنات ذات الرقاب الطويلة المتواجدة في كل قارة، فقد يفيد هذا الاكتشاف في تحري مكان وكيفية انتقال الحيوانات، لا أحد حتى الآن يعرف كيف انتشرت السوربودات في جميع أنحاء العالم.

وتضيف: "سيكون ذلك أمراً مثيراً للاهتمام! ومع مرور الوقت، ومع مزيد من المعلومات سنعرف كيف انتشرت هذه الديناصورات في جميع أنحاء العالم باستخدام القارة القطبية الجنوبية كجسر".

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المصطلحات
  • الغاز (Gas): أحد الحالات الأساسية الثلاث للمادة. في هذه الحالة تتحرك الذرات، أو الجزيئات، أو الأيونات بحُريّة، فلا ترتبط مع بعضها البعض. وفي علم الفلك، تُشير هذه الكلمة عادةً إلى الهيدروجين أو الهيليوم. المصدر: ناسا

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات