وكالات الفضاء تحارب من أجل الحفاظ على مهمة المريخ على المسار

تُهدد عملياتُ تأخيرِ التّمويل و مشاكلُه بتأجيل الإقلاع المُخطط له لـ ExoMars –روفر أوربي و روسي مُصمم من أجل البحث عن الحياة فوق الكوكب الأحمر.

فقد يتوجب على وكالة الفضاء الروسية (Roscosmos) و وكالة الفضاء الأوروبية اليوم الانتظار حتى عام 2020، من أجل إقلاع هذه المهمة التي كان من المقرر إطلاقها عام 2018.

أكدت وكالة الفضاء الأوروبية وجود مشاكل في تصميم وحدة الهبوط للمجس –المكون الذي تقوده وكالة الفضاء الروسية –مما سيؤدي إلى حصول تأخر كبيرل إتمام الفحص الصحي لكامل المهمة الذي يُعرف بالمراجعة الأولية لنظام التصميم. تتضمن المشاكل التقنية الموجودة في الوحدة الحاجة إلى زيادةٍ في الوضوح بين منصة الهبوط و الأرض، من أجل السماح بالهبوط على صخور كبيرة.

تم تأخير حصول المراجعة التي كان من المقرر القيام بها في أوائل يوليو، إلى أواسط سبتمبر، وفقاً لعالم مشروع ExoMars الدكتور Jorge Vago من وكالة الفضاء الأوروبية. يأمل الجميع تأكيد تصميم ExoMars و خطط التأمين، عندما يتم الحصول على نتائج المراجعة في أوائل شهر نوفمبر، كما يأملون معرفةَ إن كان بإمكانهم المتابعة وفقاً للجدول.

 

هناك مشكلة أخرى في التمويل.

فبعد أن سحبت وكالة ناسا 1.2 مليار يورو (1.6 مليار دولار) من التمويل عام 2011، و أخذت مكانها وكالة الفضاء الروسية، أُجبرت وكالة الفضاء الأوروبية على زيادة مساهمتها.

يقول Vago:

"بأن ExoMars لم يجمع إلى الآن إلا "مئتي مليون يورو فقط". و هو يأمل أيضاً، أنه حالما تنتهي المراجعة، أن يتم تأكيد التمويل خلال اجتماع الهيئة الإدارية لوكالة الفضاء الأوروبية و لجنة من الوزراء في وقت مبكر من ديسمبر".

إذا لم تقلع مهمة ExoMars عام 2018، سيؤجل إقلاعها حتى عام 2020، لأن الأرض و المريخ يكونان موجودين عند تحاذٍ مناسب لمرة واحدة كل 26 شهرا.

 

إذا ماذا سيحصل؟

يعتمد هذا الأمر على الشخص الذي تطرح عليه السؤال. فرئيس قسم المشاريع في إدارة الاستكشاف الروبوتي و العلمي في الوكالة Thomas Passvogel يتنبأ بأن المشروع سيكون قادراً على امتصاص عملية التأخر و سيُقلع في الوقت المخطط له. لكن علماء آخرين في مهمة ExoMars، لم يوافقوا على كشف أسمائهم، أخبروا فريق أخبار Nature أن التخطيط لعملية الإقلاع عام 2020 يُناقش منذ فترة، على الرغم من أن هذا الأمر لا يعني أن التأخير هو أمر لا مفر منه. و في الوقت نفسه، ادعى تقرير ظهر الأسبوع الماضي عن الصحفي الروسي Anatoly Zak أن الكثير من الرؤى الموجودة في الداخل ترى أن التأخير "لا مفر منه". و وصفت وكالة الفضاء الأوروبية المقالة بأنها "تخمينية".

 

يقول Vago:

"إنه إذا تعرضت وكالات الفضاء إلى مشاكل أخرى، ستقوم بفعل كل شيء من أجل الحفاظ على الإقلاع عام 2018 –يتضمن ذلك تعديل الجدول و العمل بشكلٍ مضاعف، لأن تأخير العمل لمدة سنتين أخريين يعني ارتفاعا آخر في التكاليف. و يُضيف Vago:"ما كنا لنعتبر أن تأخير الإطلاق هو أمر محبب".

إذا تأخر ExoMars 2018 ليصبح ExoMars 2020، فهذا يعني حصول عاصفة من الذهول خصوصاً و أن هذا التأخير يضع المهمة الأوروبية وجهاً لوجه مع مهمة ناسا المريخية الجديدة –روفر المريخ 2020، التي أُعلن الأسبوع الماضي عن الأجهزة التي سيحملها معه إلى الكوكب.

ستقوم هذه المهمة الأمريكية بالنظر إلى قدرة المريخ على استضافة الحياة في زمن ماضي، مع التركيز على عينات مختارة قد يتم جلبها في النهاية إلى الأرض. كما أن ExoMars مجهز بمختبر يحتوي أدوات حفر و تحليل مختلفة، و سيركز على البحث عن إشارات عن الحياة المريخية بشكلٍ طبيعي، و يتضمن هذا الأمر قدرته على الحفر لمسافة تصل إلى مترين تحت السطح.

يقول Jack Mustard، عالم مريخ من جامعة براون في بروفيدنس بجزيرة رود، أن المشروعين يمتلكان أهدافاً مختلفة و مواقع هبوط مختلفة، ما يضمن بقائهما منفصلين حتى لو كانا يعملان في الوقت نفسه.

و بالطبع، يبقى المتضرر الأكبر هو ExoMars، لأنه عليها مشاركة الأضواء مع مهمة أخرى.

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات