تأثير الصحة الفموية الجيدة على تركيز الغلوكوز في الدم

تُسلّط دراسةٌ جديدةٌ الضوء حول أهميّة العناية الفمويَّة للأشخاص المصابين بداء السّكري من النّمط الثّاني، وذلك بعد اكتشاف إمكانيّة حصول هؤلاء المرضى على مستوياتٍ أفضل من تركيز الغلوكوز في دمهم إنْ قاموا بالاعتناء بأسنانهم.

يُقدَّر وجود 30.3 مليون شخصٍ مصابون بداء السّكري في الولايات المتّحدة الأمريكيَّة. كما أنّ النّمط الثّاني لداء السّكري هو الشّكل الأكثر شيوعاً، ويشكِّل 90-95% من جميع الحالات. يحدث النّمط الثّاني لداء السّكري عندما تتوقّف استجابة خلايا الجسم لهرمون الأنسولين. وتُعرف هذه العمليَّة بمقاومة الأنسولين insulin resistance. وكنتيجةٍ لذلك، تصبح مستويات الغلوكوز في الدّم عاليةً جدّاً.

قد تظهر العديد من المضاعفات الخطيرة بغياب التحكُّم الفعّال بتركيز مستوى الغلوكوز في الدّم، بما في ذلك تلف الأعصاب أو الاعتلال العصبيّ Neuropathy، والمشاكل العينيّة كزرق العين Glaucoma، والسّاد Cataracts، وحالاتٍ جلديّة.

كشف بحثٌ سابقٌ أيضاً عن وجود علاقةٍ متبادلةٍ بين النّمط الثّاني لداء السّكري وأمراض اللّثة أو التهاب النّسج الدّاعمة للأسنان؛ فالأفراد المصابون بداء السّكري من النّمط الثّاني هم أكثر عرضةً للإصابة بأمراض اللّثة، بالإضافة إلى أنّ أمراض اللّثة قد ترفع من خطر الإصابة بداء السّكري من النّمط الثّاني للأفراد.

تُشير دراسةٌ حديثةٌ -نُشِرت مؤخراً في مجلة علم أمراض اللّثة السّريريّة The Journal of Clinical Periodontology- إلى أنّ النّظافة الفمويّة الجيّدة قد تكون المفتاح الأساسيّ للوصول إلى مستوياتٍ مقبولةٍ من تركيز الغلوكوز في الدم وذلك بالنّسبة للأشخاص المصابين بداء السّكري من النّمط الثّاني.

شملت الدراسة التي قادها ميجيل فينياس Miquel Viñas -أستاذ علم الأحياء المجهريّة في جامعة برشلونة في إسبانيا- 90 بالغاً يبلغ متوسط خضاب الدم (الهيموغلوبين)A1c (HbA1c) لديهم نسبة 7.7%، وشُخّصوا بداء السّكري من النّمط الثّاني.

وُزِّع هؤلاء البالغون بشكلٍ عشوائيٍّ في مجموعتين لإجراء اختبارٍ عليهم لمدة ستّة أشهرٍ. تلقّت إحدى هاتين المجموعتين تعليمات الصّحة الفمويّة بالإضافة إلى التّقليح وتسوية الجذور، وهو شكلٌ غير جراحيٍّ للتّنظيف العميق Deep cleaning الذي يزيل قلح الأسنان واللّويحة الجرثوميّة عن سطوح الأسنان ومن تحت اللّثة.

قِيست مستويات خضاب الدم السّكري HbA1c، وغلوكوز الدم الصّيامي fasting blood glucose (FBG)، ومستويات الجراثيم الفمويّة لكلا المجموعتين خلال فترةٍ من ثلاثة إلى ستّة أشهرٍ منذ بداية الدّراسة.

كشفت النّتائج عن تطوراتٍ كبيرةٍ شهدتها المجموعة التي تلقّت التّنظيف العميق، بينما لم يطرأ أيّ تقدمٍ على المجموعة الشّاهِدة control group.

لاحظ الفريق توافق هذه التّطورات في معظم الحالات مع مستويات الجراثيم الفمويَّة. وأظهر بحثٌ سابقٌ أنَّ الجراثيم الفمويّة قد تلعب دوراً هامّاً في داء السّكري. وبهذا، يبدو أنّ النّظافة الفمويَّة الجيّدة، والفحوصات السّنيّة المُنتظمة، قد تساعد في التّحكم الجيّد بتركيز غلوكوز الدم للأشخاص المصابين بداء السّكري من النّمط الثّاني.

"الاستنتاج الرّئيسيّ للدّراسة هو أنَّ العلاج غير الجراحيّ لالتهاب النّسج الدّاعمة للأسنان يُحسّن من مستوى سكر الدّم ومستويات خضاب الدّم السّكري، وبذلك يأتي الدليل حول الأهميّة الكبيرة للعناية الفمويّة لدى مرضى السّكري". 

خوزيه لوبيز-لوبيز المشارك في تأليف الدراسة، جامعة برشلونة Study co-author José López-López, University of Barcelona.

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

اترك تعليقاً () تعليقات