خبراء يتوصلون إلى حل محتمل للغز مثلث برمودا

في 21/10/2016 انتشر خبر مفاده توصل الخبراء إلى حل لغز مثلث برمودا، مع اكتشافهم لغيوم غريبة سداسية الشكل تغطي المنطقة. 

ووفقاً لفيلم وثائقي جديد على موقع Science Channel فيما يتعلق بهذه المسألة، فإن هذه الغيوم السداسية تخلق رياحاً بسرعة 106 كيلومتر في الساعة (65 ميلاً في الساعة) تعمل بمثابة "قنابل هوائية" تتسبب في إغراق السفن وسقوط الطائرات.

ولكن هناك مشكلة وحيدة؛ في الحقيقة إن مثلث برمودا غير موجود فعلياً وليس هناك أي لغز يتطلب الحل، وفِي الواقع ليس هناك أي تحطم لطائرات أو حطام سفن على نحو غير مألوف وغير مبرر في المنطقة على الرغم مما كنّا قد سمعناه.

إن اسم "مثلث برمودا" يشير إلى منطقة في المحيط تحدها ولاية فلوريدا، وبرمودا، وبورتوريكو، وقد كان الصحفي إدوارد فان وينكل جونز Edward Van Winkle Jones أول من لفت انتباه الرأي العام إليها في عام 1950، وكان قد كتب قصة لوكالة أسوشيتد بريس Associated Press عن عدد كبير من السفن والطائرات التي اختفت في المنطقة.

وتم الكشف عن هذه الفكرة فعلياً في السبعينيات عندما نشر تشارلز بيرلتز Charles Berlitz كتابه بعنوان "مثلث برمودا"، وكان الأكثر مبيعاً في عام 1974، وبدأ الجميع بعدها بالتكهن حول الأجسام الغريبة في السماء أو الموجات الشاذة التي كانت تعصف في المنطقة.

وتكمن المشكلة في بداية الأمر في عدم التحقق من صدق ادعاءات فقدان الطائرات والسفن. ولكن بعد سنوات قليلة قام الصحفي لاري كوشي Larry Kusche بالتحقق من ذلك، واكتشف أن لا لغز هناك أساساً لحله. كانت "الاختفاءات الغامضة" التي أخرجت الكثير من الناس عن طورهم إمّا نتيجة أخطاء بالإبلاغ أو افتراءات صريحة.

وكما شرح بينيامين رادفورد Benjamin Radford لموقع Live Science: "لم يكن هناك في بعض الأحيان سجل بالطائرات والسفن التي اُدعي فقدانها في المقبرة المائية المثلثة؛ كانت موجودة فقط في خيال الكاتب. وفي حالات أخرى، كانت السفن والطائرات المفقودة حقيقة بالفعل، ولكن بيرلتز وغيره أهملوا ذكر أن اختفاء تلك الطائرات والسفن حصل في ظروف غامضة أثناء عواصف سيئة. وأحياناً أخرى كانت السفن تغرق بعيداً خارج مثلث برمودا". 

وهناك بعض القوارب والسفن قد فُقدت بالفعل في هذه المنطقة، ولكن هذا لا يثير الدهشة بما أنها منطقة تتردد عليها الناقلات والسفن السياحية والطائرات المستأجرة وسفن التسلية الصغيرة، فضلاً عن موقع زقاق الأعاصير وتيار الخليج المعروف بسوئه.

ونشر كوشي كتاباً عن هذا الموضوع في عام 1975 بعنوان "حل لغز مثلث برمودا"، فعلى الرغم من تغيير عدد من المؤمنين بهذه الظاهرة لآرائهم إلا أن أسطورة مثلث برمودا ما زالت باقية، الأمر الذي يعيدنا مرة أخرى إلى الخبر الذي انتشر والتقدم الجديد في ظاهرة مثلث برمودا.

حلّل باحثون صوراً التقطتها الأقمار الصناعية لوكالة ناسا ورُصدت غيوم سداسية الشكل غطت مايتراوح بين 32 و 88 كيلومتراً (20 و 54 ميلاً)، قُبالة ساحل فلوريدا بنحو 240 كيلومتراً (149 ميلاً)، فوق جزر البهاما.

وقد صرّح ستيف ميلر Steve Miller، عالم الأرصاد الجوية من جامعة ولاية كولورادو Colorado State University لموقع Science channel بأن المظهر المستقيم لحواف هذه الغيوم هو شيء غير اعتيادي. وقال ميلر: "نحن لا نرى عادة غيوماً بحواف مستقيمة، فمعظم الأوقات تكون عشوائية في توزعها". 

وعلى الرغم من ذلك فهذه الغيوم ليست غير اعتيادية إلى هذه الدرجة، حيث رصد الفريق أشكالاً لغيوم مماثلة فوق بحر الشمال قبالة ساحل المملكة المتحدة ونُسب شكلها لرياح مستوى سطح البحر التي تصل إلى 160 كيلومتراً في الساعة (99 ميلاً في الساعة)، وهي قوية كفاية لخلق موجات ترتفع إلى أكثر من 14 متراً (45 قدماً). 

وقد أخبر راندي سيرفني Randy Cerveny من جامعة أريزونا University of Arizona موقع Science channel: "إن هذه الأنواع من الأشكال السداسية فوق المحيط هي قنابل هوائية في جوهرها". وأضاف: "إنها تتشكل بفعل ما يسمى العصف وهي انفجارات هوائية تخرج من سطح الغيمة السفلي لتصطدم بالمحيط وتنشئ موجات قد تكون في بعض الأحيان هائلة بحجمها ثم تبدأ بالتفاعل مع بعضها". 

ولكن لم تُنشر مشاهدات لغيوم كهذه في مقالات مرجعية بعد، لذا فلنأخذ الأمر على مبدأ الشك. إلا إنه من الممكن أن يكون وجود هذه الغيوم السداسية أمراً شائعاً فوق تلك المنطقة، ومن الممكن أن تترافق مع رياح أقوى من الرياح الاعتيادية.

وهذا لا يغير من حقيقة أنه منذ البداية لا يوجد هناك عدد كبير من حوادث الاختفاء التي تتطلب حلاً. لذا فالأخبار الحقيقية هنا ليست هي الحل لأسطورة قديمة العهد وإنما أدلة محتملة لظاهرة طقس جديدة وهذا أمر رائع في حد ذاته.

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات