أمطار دموية في سيبيريا سببتها مخلفات المصانع

المؤلف: الكاتب الرئيسي براندن سبكتور Brandon Specktor | في 6 تموز/يوليو 2018 06:51 صباحاً بالتوقيت الشرقي.

سيبيريا: إنها أكبر المناطق الجغرافية في روسيا وقد تكون أغربها، إنها المكان الذي يسقط فيه طوب ذهبي من السماء وتبرعم الأيدي البشرية المبتورة من الثلج كاللفت، وفي بعض الأحيان يبدو أيضاً أنها تمطر دماً هناك.

الأمر الذي اعتقده بعض السكان المحليين يوم الثلاثاء 3 تموز/يوليو عندما دفق وابل من الأمطار قرمزية اللون فوق موقف للسيارات في المدينة الصناعية في نوريلسك Norilsk، كما يمكنك أن ترى بنفسك في مجموعة من مقاطع الفيديو المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ لطخت الأمطار المقلقة السيارات باللون الأحمر، ونثرت الوحول دموية اللون فوق الإسفلت، وجعلت جو المدينة العام يتحول إلى "فيلم رعب" حسب وصف أحد الشهود على وسائل التواصل الاجتماعي.

رأى بعض السكان المحليين في سيبيريا المطر الأحمر الغريب كعلامة على نهاية العالم، حسبما أفاد موقع صحيفة Express.co.uk، تبنّت بعض المصادر البريطانية الأخرى وجهة نظر أكثر وطنية عن هذه الأمطار، مشيرةً بأن الطقس كان فقط يظهر تضامنه مع رياضيي المنتخب الإنجليزي ذي الأسود الثلاثة المرتدين الزي الأحمر عقب فوزهم المظفر عصر اليوم نفسه في كأس العالم الجاري في روسيا.

لكن التفسير الحقيقي، أو على الأقل التفسير الذي أعطاه المصنع المحلي نورنيكل للمعادن Nornickelmetallurgical الذي تحمل المسؤولية عن هطول الأمطار المشؤومة أكثر افتقاراً للإبداع بدرجات.

فوفقاً لمصادر الأخبار الروسية، كان مسؤولو مصنع نورنيكل Nornickel وسط عملية كشط كميات ضخمة من بقايا أكسيد الحديد (المعروف بالصدأ) خارج أرض المصنع وسقفه لتحسين الصحة والسلامة البيئية، ولسوء الحظ نسي شخص ما وضع غطاء على مخزن البقايا الصدئة والمغبرّة، و"عصفت به هبة من الرياح إلى موقف السيارات في حين تسببت الأمطار بسقوطه"، حسبما أفاد ممثلون لمصنع نورنيكل في تصريح لهم، فاختلط المطر بالغبار، وهكذا ملأت عاصفة من "الدماء" موقف سيارات المصنع.

على الرغم من أن الأوبئة التي تصيب الإنسان في مثل هذه الحالة تبدو نادرة، إلًا أن المطر الأحمر أو "المطر الدموي" أكثر شيوعاً مما تظن، فوفقاً لعلماء في مرصد الأرض التابع لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا، ترجع الروايات المكتوبة لظواهر الطقس المشؤومة إلى عام 191 قبل الميلاد على الأقل، حين تسبب المطر قرمزي اللون بالكثير من الهستيريا في مجلس الشيوخ الروماني، فقرر الكهنة المذعورون "التضحية بضحايا مكتملي النمو لأي آلهة مناسبة".

حتى يومنا هذا تسقط الأمطار الحمراء بشكل طبيعي كل عدة سنوات (لذا لا تجنّوا وتبدؤوا بتقديم الأضحيات البشرية)، وفقاً لناسا، فمعظم حوادث المطر الأحمر تنشأ من عواصف رملية في الصحراء الإفريقية، التي يمكن أن تنقلها الرياح القوية إلى أوروبا والبحر الأبيض المتوسط، وفي بعض الأحيان تهب دوامات الغبار تحت غيوم العاصفة، وتختلط مع المطر المنهمر، وتصل إلى الأرض ملونةً بلون صدأ باهت.

تبعاً لوكالة ناسا، ينتج عن جسيمات الغبار المختلفة ألوان أمطار مختلفة، ولا تهطل أمطار حمراء دموية إلّا عند وجود الكثير من أكسيد الحديد العائم وسط الغبار في الجو، إذ يظهر أكسيد الحديد بشكل طبيعي في أي مكان يلتقي فيه الحديد والأكسجين، ولكنه من الأقل شيوعاً رؤية كميات ضخمة منه وسط الهواء في وقت واحد، كما حصل في الحادث الذي وقع في روسيا، إذ كان المطر الدموي في سيبيريا هو بالفعل نذير شؤم، فإنه ربما ينذر بالكثير من الموظفين المتضايقين الذين يتدافعون للوصول إلى نفس مغسلة السيارات في طريقهم إلى منازلهم. 

نُشِر المقال الأصلي في لايف ساينس Live Science.

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات