العلاقة بين أمراض اللثة وسرطان الثدي!

ارتفاع احتمال الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء اللواتي يُعانين من أمراض اللّثة إلى ثلاثة أضعاف.

كشف بحث جديد أنّ النساء اللواتي يعانين من أمراض اللثة يرتفع احتمال إصابتهنّ بسرطان الثدي إلى ثلاثة أضعاف.

شملت الدراسة التي نُشرت في مجلة طب الأسنان المجتمعي وعلم الأوبئة الفموية Journal of Community Dentistry and Oral Epidemiology أكثر من 200 امرأة، حيث توزّعنَ إلى مجموعتين، شملت المجموعة الأولى النساء اللواتي شُخصن كمصاباتٍ بسرطان الثدي، بينما تضمّنت المجموعة الثانية النساء اللواتي ليس لديهن أيّة علامات سابقة لهذا المرض. وأظهرت النتائج أنَّ احتمال الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء اللواتي يعانين من التهاب الأنسجة اللثوية (وهو مرض لثوي شديد) أعلى بمرتين إلى ثلاث مرات.


يعتقد الباحثون أنَّ إيجاد الرابط بين التهاب اللّثة وسرطان الثدي يمكن أن يدعم النظريّة التي تقول بأنَّ سرطان الثدي قد يُثار نتيجة التهاب جهازي يتولد في اللّثة الملتهبة، وبالإضافة إلى ذلك يقترح الباحثون أنَّ الجراثيم الفمويّة تمتلك القدرة على الدخول إلى الدورة الدمويّة عن طريق اللّثة، الأمر الذي يؤثر فيما بعد على أنسجة الثدي.


ويؤمن الطبيب نايجل كارتر -الحائز على وسام الإمبراطورية البريطانية والرئيس التنفيذي لمؤسسة الصحة الفموية- Dr Nigel Carter OBE, CEO of the Oral Health Foundation أنَّ الدراسة تقدّم أدلة إضافيّة على أنَّ مرض السرطان قد يرتبط بالإصابات والالتهابات المزمنة.


يقول الطبيب كارتر Dr Carter: "يظهر هذا البحث بشكل ٍمثيرٍ للاهتمام وجود أدلة تدعم النظريّة القائلة بأنَّ أمراض اللّثة يمكن أن يكون لها تأثير كبير جدّاً على صحة الجسم بأكمله". ويشير إلى أنَّ أمراض اللّثة الشديدة ترتبط مع حالات سرطان الثدي، حيث أنّ انتشار العدوى والالتهاب يبدئان من الفم.
 

"وعلى الرغم من ذلك، من المهم أن ندرك أنَّه لم يُثبَت حتى الآن بأن أمراض اللثة هي المسبب بحدوث سرطان الثدي أو أي شكل آخر من أشكال المرض، ويبقى أن نلاحظ فيما إذا كان ذلك فقط مجرد ارتباط. سيلزم المزيد من البحث من أجل تحديد حقيقة العلاقة بين هذين المرضين، البحث الذي سيكون من دواعي سرورنا أن نقوم به".
 

"في حال تمكنّا من دراسة التهاب اللثة وسرطان الثدي في مجموعات أخرى من السكان، وفي حال تمكنّا من القيام بدراسة أكثر تفصيلاً حول خصائص أمراض اللّثة، فإنَّ ذلك سيساعدنا بفهم المزيد عن حقيقة العلاقة بين هذين المرضين".


إنّ الجمعية الخيريّة الصحيّة الرائدة، مؤسسة الصحة الفموية the Oral Health Foundation حريصة على تسليط الضوء على العلاقات المحتملة بين صحة الفم المتدنيّة والأمراض الجهازيّة وذلك من أجل المساعدة في التقليل من الأخطار. وكانت الدراسات قد ربطت سابقاً بين أمراض اللثة وحالات أخرى مهددة للحياة؛ حالات كأمراض القلب، والسكتة الدماغيّة، والسكري، وحتى الخرف.


تحدث أمراض اللّثة عند عدم إزالة اللويحة السنيّة من الفم بشكل صحيح، وهذه اللويحة تكون عبارة عن طبقة جرثوميّة تتشكل على سطوح الأسنان، بالإضافة إلى عدم وجود رعاية فمويّة روتينيّة جيدة. إذا لم تتم معالجة أمراض اللثة بشكل صحيح، قد يؤدي ذلك إلى إضعاف الأنسجة الداعمة للأسنان، والأمر الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى تساقط الأسنان أو الحاجة لإزالتها.


يقول الطبيب نايجل كارتر، الحائز على وسام الإمبراطورية البريطانية والرئيس التنفيذي لمؤسسة الصحة الفموية Dr Nigel Carter OBE, CEO of the Oral Health Foundation: "لا تقتصر المخاطر الصحيّة المرتبطة بأمراض اللثة على الفم بالتأكيد، وهناك دليل واضح على ارتباطها بمشاكل صحيّة خطيرة جدّاً".


"تزداد هذه المشكلة سوءاً بسبب انتشار أمراض اللثة، ويقدّر أنّها تؤثر على نصف مجموع البالغين في المملكة المتحدة UK، وبنسبة تصل إلى 15% من البالغين لديهم التهاب لثة شديد. الطريقة الأفضل للتخلص من خطر التهاب اللّثة هي أن تضمن امتلاكك لعاداتٍ صحيّةٍ فمويّةٍ فعّالة، وذلك بأن تحرص على أن يكون تنظيف أسنانك هو آخر عمل تقوم به في الليل بالإضافة إلى مرة واحدة على الأقل في أثناء النهار وباستخدام معجون أسنان مفلور".


"ويجب أيضاً أن تقوم بالتنظيف بين أسنانك مرةً واحدةً يومياً على الأقل عن طريق استخدام الفراشي بين السنيّة أو الخيط السني لتتأكد بأنك قمت بإزالة الجراثيم من كل مناطق الفم".


"وإذا شعرت بإصابتك بأمراض اللّثة، فيتوجب عليك زيارة طبيب أسنانك فوراً من أجل فحوصاتٍ شاملة لأسنانك ولثتك، وفي النهاية يجب التذكير أنَّ الكشف عن أمراض اللّثة باكراً هو الطريقة الأفضل لضمان المُعالجة الفعّالة".

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

اترك تعليقاً () تعليقات