وادي الموت يحطم الرقم العالمي في ارتفاع الحرارة للمرة الثانية على التوالي

 تموز/يوليو في وادي الموت كان أشد الأشهر حرارة على كوكب الأرض على الإطلاق! حقوق الصورة: Shutterstock

حصد شهر تموز/يوليو للسنة الثانية على التوالي في كاليفورنيا في متنزه وادي الموت الوطني لقب "أكثر الشهور حرارة على الإطلاق"، تهانينا لهذا الكنز الوطني الذي يعتبر جحيماً لا يمكن إيقافه.

أُبلَغ عن هذا الاكتشاف في مجلة فوربيس بتاريخ 31 تموز/يوليو، وذلك في مقال لعالم المناخ بريان بريتشينيدر Brian Brettschneider من جامعة ألاسكا-فيربانكس. لم تؤكد المنظمة العالمية للأرصاد الجوية حتى الآن تقييم بريتشينيدر، ولكن بالنظر إلى البيانات فمن المحتمل أن توافق عليها.

في حين اشتكى الكثير من سكان الولايات المتحدة من درجات الحرارة التي تجاوزت الشهر الماضي 90 فهرنهايت (32.2 درجة مئوية)، فقد سجلت محطة فورناس كريك في متنزه وادي الموت الوطني متوسط درجة الحرارة 108.1 فهرنهايت (42.2 درجة مئوية) وذلك وفقاً لقاعدة بيانات درجة الحرارة للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (xmACIS2).

ومما زاد الأمر سوءاً أن درجات الحرارة في وادي الموت لمدة 21 يوماً خلال شهر تموز/يوليو بلغت 120 درجة فهرنهايت (48.9 درجة مئوية) أو أعلى، ورغم أن هذا الارتفاع غير عادي في هذه الأيام فإن سجلات درجات الحرارة تظهر بشكل مفاجئ أن درجات الحرارة ولمدة 29 يوماً خلال شهر تموز/يوليو من عام 1917 قد وصلت لـ 120 درجة فهرنهايت (48.9 درجة مئوية) أو أكثر!

وادي الموت ليس غريباً على الطقس المتطرف، ويعود الفضل في ذلك إلى انخفاض المنطقة إلى ما دون مستوى سطح البحر، وسلسلة جبال سييرا نيفادا والتي تمنع المطر من الوصول إلى المنطقة. في الواقع، كانت درجة الحرارة الأكثر سخونة على الإطلاق التي قيسَت على الأرض في 10 تموز/يوليو عام 1913، عندما وصلت درجة حرارة وادي الموت إلى 134درجة فهرنهايت (56.7 درجة مئوية).

ولكن الآن وللمرة الأولى حطم وادي الموت الرقم القياسي لأشد درجة حرارة شهرية في أي مكان في العالم على مدار عامين متتاليين، في شهر تموز/يوليو الماضي حيث كان متوسط درجة الحرارة 107.4 درجة فهرنهايت (41.9 درجة مئوية)، ويرجح بريتشينيدر أن تكون هذه التوقعات أكثر تكراراً من المعتاد.

إذاً، هل هذا ناتج عن تغير المناخ أم أن الأمر ببساطة هو مجرد تقلب طبيعي في مشهد شديد التطرف؟

قال مارشال شيبرد Marshall Shepherd عالم المناخ في جامعة جورجيا: "أعتقد أن الأمرين مرتبطين ببعضهما". وأضاف شيبرد لموقع لايف ساينس (Live Science): "إن الحرارة الشديدة هي واحدة من الأشياء التي يمكننا أن نحددها بدرجة عالية من الدقة". لكن التقلبات الطبيعية لا تزال تحدث في ظل هذا الاحترار.

قارن شيبرد الوضع بلاعب بيسبول يملك قدرة طبيعية على تحقيق الكثير من الدورات الكاملة، "وفوق ذلك أضفت الستيرويد∗ وأعطيته دفعة"، بمعنى أن تغير المناخ يشبه الستيرويد الفائق الفعالية لقدرة وادي الموت الطبيعية على التحول إلى فرن حارق كل صيف.

وحسب قول شيبرد فإنه عند النظر إلى درجة حرارة وادي الموت الحارقة في سياق درجات الحرارة المرتفعة في جميع أنحاء العالم هذا العام: "من الواضح بالنسبة لي أنه لا يمكننا مطلقاً تجاهل حوادث درجات الحرارة المتطرفة باعتبارها حدثاً طبيعياً".


الستيرويد: نوع من المنشطات.

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات