يمكنك الاستماع إلى المقال عوضاً عن القراءة
باحثون يدعون لتغيير شامل للنظم الغذائية

9 آب/أغسطس 2018، سبرينغر Springer. مصدر الصورة: CC0 Public Domain

ينبغي أن توفر الزراعة وسياسات النظم الغذائية أكثر من مجرد الإمداد بالأغذية، كما يجب على صانعي القرار إحداث نقلة نوعية لتوحيد السياسات حول المناخ والزراعة والغذاء مع خطة الأمم المتحدة لعام 2030 للتنمية المستدامة، وذلك وفقًا لمجموعة من الباحثين الدوليين في مقالٍ بحثيٍّ في مجلة الهندسة الزراعية للتنمية المستدامة Agronomy for Sustainable Development، التي تُنشر تحت اسم سبرينغر، وهي جريدة رسمية للمعهد الوطني للبحوث الزراعية (Institut national de la recherche agronomique (INRA.
 

في عام 2015، وافق قادة العالم أجمع على خطة عام 2030 للتنمية المستدامة بأهدافها الإنمائية المستدامة السبعة عشر وغاياتها الـ 169. وقد أدى هذا إلى وضع خطة عمل عالمية ومتكاملة للبلدان المتقدمة والنامية لمساعدة الناس والكوكب، والسماح بالازدهار والعدالة والتشارك. كما أن تركيزها على التدابير المناخية يضعها في صف واحد مع اتفاقية باريس بشأن تغير المناخ.
 

وفي أعقاب هذه المفاوضات، عقد بان كي مون Ban Ki-moon الأمين العام للأمم المتحدة وقتئذ اجتماعًا غير رسمي رفيع المستوى للخبراء وصنّاع السياسات في إيطاليا في يوم الغذاء العالمي عام 2015. وشاركت "مجموعة ميلانو" هذه وجهات النظر حول السرد الاستراتيجي، والتدابير والفرص التي تربط المناخ والزراعة والغذاء. خلص الاجتماع إلى أن النظم الغذائية يجب أن تتغير بما يكفي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة واتفاقية باريس، وينبغي أن يوفر التغيّر نتائج اجتماعية واقتصادية وبيئية متعددة ومتزامنة، بما في ذلك القضاء على الفقر والتخفيف من آثار تغيّر المناخ والتكيف معه. وهذا يعني تحولًا جذريًا نحو تغيير نظم الأغذية والزراعة وسبل المعيشة الريفية.
 

قال باتريك كارون Patrick Caron المؤلف الرئيسي للبحث من سيراد CIRAD في فرنسا: "بعد دراسة الروابط بين القطاعات وتطور دور الزراعة في التنمية، وبناءً على نتائج مناقشات مجموعة ميلانو، استنتجنا أن علينا أن ننفذ تغييرًا شاملًا، يتجاوز الإمدادات الغذائية كأساس للنظم الغذائية".
 

ويقول الباحثون أن التغيير الشامل للنظم الغذائية يجب أن يعتمد على أربع ركائز: أولًا: يجب على النظم الغذائية تمكين جميع الناس من الاستفادة من الطعام المغذي والصحي، وثانيًا: ينبغي أن تعكس الإنتاج الزراعي المستدام وسلاسل القيمة الغذائية، وثالثًا: يجب بذل الجهود للتخفيف من آثار تغيّر المناخ وخلق المرونة، وأخيرًا: ينبغي أن تشجع هذه التحولات نهضة الأقاليم الريفية. ويضيف كارون: "نحن بحاجة إلى التناسق بين الإجراءات العالمية للتنمية المستدامة والعديد من الابتكارات على المستوى المحلي".
 

يحتاج تنفيذ خطط تغيير كهذه إلى توافر مقاييس مناسبة لتوجيه عملية اتخاذ القرارات، وتآزر السياسات التي تربط الأولويات المحلية والعالمية، وتعزيز أساليب التنمية التي تركز على الأقاليم. ويقر الكتّاب بأن هذه الجهود سوف تواجه تحديات، لا سيما بسبب التوقعات المختلفة على الصعيدين المحلي والدولي.

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات