تناولنا أصدقائنا في موضوعٍ سابق اليوم سيرة حياة عبقري الفيزياء الحديثة ريتشارد فاينمان، وسلطنا الضوء بشكلٍ مركز على إنجازاته ومسيرته العلمية. إلا أن الرائع في مسيرة فاينمان الشخصية ليس إنجازاته العلمية فقط، بل أيضاً شخصيته وتأثيره في المجتمع المحيط به، وحتى علاقاته العاطفية.
- في المجتمع العلمي: فاينمان مُلهماً
صارت مخططات فاينمان، وتكاملات فاينمان، وقواعد فاينمان الحديث اليومي لعلماء الفيزياء. وأضحى فاينمان في عالمِ الفيزياء مثالاً يُحتذى، حيث كان الطلاب الجامعيين يقولون عند وصف ذكاء أحدهم "ليس فاينمان، لكنَّه ذكي". حُسد فاينمان من قبل زملائه الجامعيين على لحظات الإلهام التي كان تأتي إليه، وكانوا يَعجبونَ منه ومن قدراته. كانوا يستغربون من الإيمان العميق لديه ببساطة الطبيعة.
- مع كارثة تشالنجر والمجتمع
جُمعت محاضرات فاينمان في الفيزياء في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في كتاب الالكتروديناميك الكوانتي – 1961. وفي عام 1961 بُدءَ بإعادة تنظيم محاضرات مقدمة الفيزياء التي ألقاها في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا ضمن مجموعة من الكتب، ونُشرت هذه المجموعة بين الأعوام 1963 و1965 على ثلاث أجزاء، واكتسبت شهرة ليس في أمريكا وحدها وإنَّما في العالم أجمع، وربّما لا تُوجد لغة أساسية وكبيرة في العالم إلاّ وهذه الأعمال مُترجمة إليها.
"تُريد أن تعشق الفيزياء وتجعل منها نهجاً في الحياة، ببساطة: اقرأ محاضرات فاينمان في الفيزياء".
- قصته مع المحبة
كتب لورانس كراوس في العام 2012 في كتابه عن سيرة فاينمان: "ريتشارد وآرلين كانا قرينين روحيين. ولكنهما لم يكونا نسختين طبق الأصل أيضاً، بل على النقيض من ذلك كانا مختلفين -كل منهما يُكمل الآخر. في الوقت الذي أُعجبت آرلين بالعبقرية العلمية الواضحة لدى ريتشارد، عشِق ريتشارد حقيقة كون آرلين تحب وتفهم الأشياء التي بالكاد يُقدرها. لكن المشترك بينهما والأهم من هذا كله، حبهما للحياة وروح المغامرة. خلال سنينهما المعدودة التي قضياها معاً، تبادل ريتشارد وآرلين رسائل كثيرة، والعديد منها جُمع الآن في كتاب. لكن لم تكن أياً منها أكثر تأثيرا من تلك التي كتبها لآرلين بعد مضي ستة عشر شهراً على وفاتها. يائساً وضائعاً، كتب فاينمان رسالة شافية ولم تُفتح إلا بعد وفاته في عام 1988.
- قصته مع عنصر الفينمانيوم (Feynmanium) والعدد 137
على أية حال، أدى تحليل دقيق إلى استنتاج أنَّ ذلك العدد هو 173.عموماً هذا الأمر جرى بخصوصه الكثير من البحث ولازال. عنصر الفينمانيوم عبارة عن معدن رمادي اللون بكثافة تبلغ 6.6 غرام في السنتمتر المكعب وسرعة الصوت فيه تصل إلى 3388 متر في الثانية.
في سنتمتر مكعب واحد من هذا العنصر، تُوجد 10^22 ذرة وهو عددٌ مساوٍ تقريباً لعدد النجوم في الكون المرصود. يحمل هذا العنصر الموقع 17 في سلسلة لافوزييه (من الجدول الدوري) والتي تبدأ بالعنصر لافوزيوم ذي العدد الذري 121.
- جائزة فاينمان للتميز في التعليم