ﺗﺤﺪﻳﺪ  ﻧﻜﻬﺔ ﺍﻟﻨﻴﻮﺗﺮﻳﻨﻮﻫﺎﺕ ﺍﻟﻤﻜﺘﺸﻔﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﺻﺪ ﺍﻟﻤﻜﻌﺐ ﺍﻟﺠﻠﻴﺪﻱ ﻟﻠﻨﻴﻮﺗﺮﻳﻨﻮﻫﺎﺕ

ﺗﺤﺪﻳﺪ  ﻧﻜﻬﺔ ﺍﻟﻨﻴﻮﺗﺮﻳﻨﻮﻫﺎﺕ ﺍﻟﻤﻜﺘﺸﻔﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﺻﺪ ﺍﻟﻤﻜﻌﺐ ﺍﻟﺠﻠﻴﺪﻱ ﻟﻠﻨﻴﻮﺗﺮﻳﻨﻮﻫﺎﺕ.

 

ﻗﺪّﻡ ﻓﺮﻳﻘﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﺍﻛﺘﺸﺎﻓﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺘﻘﺪﻳﺮﺍﺕ ﻧﻜﻬﺔ ﺍﻟﻨﻴﻮﺗﺮﻳﻨﻮﻫﺎﺕ (Neutrinos) ﺍﻟﻤُﻜﺘﺸﻔﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﺻﺪ ﺍﻟﻨﻴﻮﺗﺮﻳﻨﻮ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺑﻤﻜﻌﺐ ﺍﻟﺠﻠﻴﺪ (IceCube) وذلك ﻗﺒﻞ ﻋﺎﻣﻴﻦ. ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻷ‌ﻭﻟﻰ، ﻭﻫﻲ عبارة عن ﻓﺮﻳﻖ ﻣﻦ ﻣﻌﻬﺪ (ﻏﺮﺍﻥ ﺳﺎﺳﻮ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ) ﻓﻲ ﻻ‌ﻛﻮﻳﻼ‌، وجدت ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻴﻮﺗﺮﻳﻨﻮﻫﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺎﺷﻒ ﻭﺍﻛﺘﺸﻔﻮﺍ ﺗﻮﺍﻓﻘﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﻤﺎﺫﺝ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ. ﺃﻣّﺎ بالنسبة لﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ، وﺍﻟﻤﺆﻟﻔﺔ ﻣﻦ ﻓﺮﻳﻖ ﻛﺒﻴﺮ ﺟﺪﺍً ﻣﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻣﺘﻌﺎﻭﻧﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻤﻜﻌﺐ ﺍﻟﺠﻠﻴﺪﻱ (TINO)، ﻓقد نشرت ﺍﻛﺘﺸﺎﻓﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺔ "Physical Review Letters".

 

ﻳﻮﺩ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺣﻘﺎً ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻴﻮﺗﺮﻳﻨﻮﻫﺎﺕ. ﻭﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ، ﻳُﻮﺟﺪ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻮﺍﺷﻒ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﻛﻮﻛﺒﻨﺎ. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﻌﻰ ﺍﻷ‌ﺧﻴﺮ، ﺣﺪّﺩ ﻓﺮﻳﻖ ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺻﺪ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻄﺐ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﻣﺎ ﻳُﻌﺎﺩﻝ ﺣﻮﺍﻟﻲ 137 ﻧﻴﻮﺗﺮﻳﻨﻮ ﻋﺎﻟﻲ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ (ﺑﻄﺎﻗﺔ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺣﻮﺍﻟﻲ 35 ﺗﻴﺮﺍ ﺍﻟﻜﺘﺮﻭﻥ ﻓﻮﻟﻂ). ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻴﻮﺗﺮﻳﻨﻮﻫﺎﺕ ﺟﺴﻴﻤﺎﺕ ﺩﻭﻥ ﺫﺭﻳّﺔ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻭﺗُﻜﻮﻥ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮﻥ. ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺃﻥ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﻭﺩﺭﺍﺳﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺴﻴﻤﺎﺕ ﻫﻮ ﺃﻣﺮٌ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﻷ‌ﻧﻬﺎ ﻻ‌ ﺗﺤﻤﻞ ﺷﺤﻨﺔ ﻛﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ -ﺗﻨﺸﺄ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺴﻴﻤﺎﺕ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻼ‌ﺕ ﺍﻟﺤﺎﺻﻠﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺸﻤﺲ، ﻭﺗﻤﺘﻠﻚ ﺛﻼ‌ﺙ ﻧﻜﻬﺎﺕ (flavors) ﻫﻲ ﻧﻴﻮﺗﺮﻳﻨﻮﻫﺎﺕ ﺍﻻ‌ﻟﻜﺘﺮﻭﻥ (Electron)، ﻭﻧﻴﻮﺗﺮﻳﻨﻮﻫﺎﺕ ﺍﻟﻤﻴﻮﻥ (Muon)، ﻭﻧﻴﻮﺗﺮﻳﻨﻮﻫﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻭ (Tau)، ﻭﻳﺘﺮﺍﻓﻖ ﻛﻞٌ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻊ ﺟﺴﻴﻢ ﻣﻀﺎﺩ (Antiparticle).

 

وﻻ‌ﻛﺘﺸﺎﻑ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺴﻴﻤﺎﺕ، ﺻﻨﻊ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻮﻥ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﻛﺸﻒ ﺧﺎﺻﺔ، ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺭﺍﻗﺒﻮﺍ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻭﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻬﻄﻞ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻨﻴﻮﺗﺮﻳﻨﻮﻫﺎﺕ. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ، ﺣﺎﻭﻝ ﻓﺮﻳﻘﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻧﻜﻬﺔ ﺍﻟﻨﻴﻮﺗﺮﻳﻨﻮﻫﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢَّ ﺍﻛﺘﺸﺎﻓﻬﺎ ﻓﻲ TINO، ﻭﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺮﺻﺪ ﺗﻢَّ ﺗﺴﺠﻴﻞ ﺃﻋﻠﻰ ﻃﺎﻗﺔ ﻟﻨﻴﺘﻮﺭﻳﻨﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ.

 

ﻳﻮﺍﻓﻖ ﻛﻼ‌ ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺟﺢ ﺃﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﻴﻮﺗﺮﻳﻨﻮﻫﺎﺕ ﻗﺎﺩﻣﺔ ﻣﻦ ﻣﺼﺪﺭٍ ﺑﻌﻴﺪ، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﻗﺪﺭﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺸﻜﻞٍ ﻣﺤﺪﺩ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ ﺍﻟﻜﺎﺷﻒ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ TINO وﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭٍ ﻋﻠﻰ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﻨﻜﻬﺔ، ﻟﻜﻨﻪ ﺑﺪﻻ‌ً ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻳُﻘﺪﻡ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻨﻜﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﻜﺘﺸﻔﺔ. ﻭﻭﺿّﺤﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍلإ‌ﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ ﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ TINO ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺃﻱ ﺃﺩﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻴﻮﺗﺮﻳﻨﻮﻫﺎﺕ ﺍﻟﻤﻴﻮﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺎﻭ، ﻣﺎ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺃﻣﺎﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﻧﻴﻮﺗﺮﻳﻨﻮﻫﺎﺕ ﺍﻻ‌ﻟﻜﺘﺮﻭﻧﺎﺕ ﻓﻘﻂ، ﻟﻜﻦَّ ﺫﻟﻚ ﺍﻷ‌ﻣﺮ ﻻ‌ ﻳﺘﻮﺍﻓﻖ ﺑﺸﻜﻞٍ ﺟﻴﺪ ﻣﻊ ﻧﻈﺮﻳﺎﺕ ﺗﻘﺘﺮﺡ ﺃﻥّ ﻣﺎ ﻓﻜّﺮ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺤﺼﻞ.

 

ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻷ‌ﺧﻴﺮ، ﻳﻘﺘﺮﺡ ﻛﻼ‌ ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﺎﻥ ﺃﻥ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭﺍﺕ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻬﻄﻞ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﺍﻓﻘﺔ ﺑﻨﺴﺒﺔ 1:0:0 ﻭ 0:1:0، ﻣﻤﺎ ﻳﻘﺘﺮﺡ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻻ‌ﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺻﺤﻴﺤﺔ، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﺭﻏﺒﺔ ﺃﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﻴﻦ ﺑﺘﺨﻤﻴﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻨﻴﻮﺗﺮﻳﻨﻮﻫﺎﺕ ﺍﻟﻤُﻜﺘﺸﻔﺔ، ﺇﺫ ﻳﺘﻔﻖ ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻥّ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺗﺘﻮﺍﻓﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ.

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

اترك تعليقاً () تعليقات