ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﺃﺫﻫلنا ﺍﻟﻜﻮﻛﺐ ﺍﻷﺣﻤﺮ، ﺃﻭ ما يطلق عليه ﻣﺎﺭﺱ ويعني ﺇﻟﻪ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻲ، ﻓﻠﻮﻧﻪ يشبه ﻟﻮﻥ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ. ﻳُﻌﺘﺒﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻮﻛﺐ ﻧﻤﻮﺫﺟﺎً ﻣﺬﻫﻼ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﺟﺮﺍﺅﻫﺎ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﻟﻢ ﻛﺮﺗﻨﺎ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ.فالإﻧﺴﺎﻥ نجح ﺑﺎﻟﻬﺒﻮﻁ ﻋﻠﻰ سطح ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻮﻛﺐ، واستطاع ﺇﺭﺳﺎﻝ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﻤﺎﺕ ﻭﺍﻷﻗﻤﺎﺭ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻟﺪﺭﺍﺳﺘﻪ، ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻣﺨﺘﺒﺮ ﻳﻌﻤﻞ بشكل مباشر ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻮﻛﺐ، ﻭأصبحنا ﻧﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻌﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻳﻮﻣﻲ.
ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻋﺎﻟﻢ ﺻﺤﺮﺍﻭﻱ ﺑﺎﺭﺩ، ﻭﻗﻄﺮﻩ يبلغ ﻧﺼﻒ قطر ﻛﺮﺗﻨﺎ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ، ﻭﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻮﻛﺐ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﻘﺪﺍﺭ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺠﺎﻓﺔ. ﻣﺜﻞ ﺍﻷﺭﺽ ﺗﻤﺎﻣﺎً، ويوجد ﻟﻜﻮﻛﺐ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ ﻓﺼﻮﻝ، ﻭﻗﻤﻢ ﺟﻠﻴﺪﻳﺔ ﻗﻄﺒﻴﺔ، ﻭﺑﺮﺍﻛﻴﻦ، ﻭﺃﺧﺎﺩﻳﺪ، ﻭﻃﻘﺲ، ﻟﻜﻦ ﻳُﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻐﻼﻑ ﺍﻟﺠﻮﻱ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻜﻮﻛﺐ ﺭﻗﻴﻘﺎً ﺟﺪﺍً، ﻣﻤﺎ ﻳﻤﻨﻊ ﺗﻮﺍﺟﺪ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺤﻪ ﻟﻤﺪﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ. ﺗﻮﺟﺪ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻹﺷﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻓﻴﻀﺎﻧﺎﺕ ﻣﺎﺋﻴﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﺣﺼﻠﺖ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻮﻛﺐ، ﻭﻟﻜﻦ ﻳﻮﺟﺪ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺑﺸﻜﻞ ﺭﺋﻴﺴﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺑﺔ ﺍﻟﺠﻠﻴﺪﻳﺔ ﻭﺍﻟﻐﻴﻮﻡ ﺍﻟﺮﻗﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻫﻨﺎﻙ.
ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ تتأثر ﺑﻤﻴﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺧﺎﺭﺝ ﻋﺎﻟﻤﻨﺎ ﺍﻷﺭﺿﻲ، ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻃﺒﻴﻌﻲ، ﻭﻧﺎﺑﻊ ﻋﻦ ﺇﻳﻤﺎﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻭﺣﻴﺪﺍ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ، ﻭﺍﻟﻤﻠئ ﺑﺎﻟﻤﻔﺎﺟﺂﺕ. ﻷﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺗﺼﻮﺭ ﺃﻥ ﺃﻱ ﺷﻜﻞ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﺸﺎﺑﻬﺎ ﻟﻪ، ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻡ به ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ هو اﻟﺒﺤﺚ ﻋن ﺍﻟﻤﺎﺀ.
ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ، ﻭحتى ﻧﻜﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺗﺤﺪﻳﺪﺍ، ﻳُﻮﺟﺪ ﺟﻠﻴﺪ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ ﻭﻋﻠﻰ ﺳﻄﺤﻪ (ﺧﺼﻮﺻﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻤﻢ ﺍﻟﺠﻠﻴﺪﻳﺔ)، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺑﺨﺎﺭ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻳﺘﻮﺍﺟﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻼﻑ ﺍﻟﺠﻮﻱ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻜﻮﻛﺐ.
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺍﺟﺪ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ ﺗﺤﺖ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ، ﺃﻣﺎ ﺗﻮﺍﺟﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻄﺢ ﻓﻴﻌﺘﺒﺮ ﺃﻣﺮ ﻧﺎﺩﺭ ﺟﺪﺍ ﻭﻣﺆﻗﺖ ﻓﻘﻂ، ﻭﻳﺘﻄﻠﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺷﺮﻭﻁ ﻃﻘﺴﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ (ﺩﺭﺟﺔ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﻓﻮﻕ ﻧﻘﻄﺔ ﺍﻟﺘﺠﻤﺪ، ﺭﻃﻮﺑﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ، ﻭﺿﻐﻂ ﺟﻮﻱ ﺑﺎﺭﺍﻣﺘﺮﻱ ﻣﺮﺗﻔﻊ)، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﻻ ﺗﺘﻮﺍﺟﺪ ﻓﻲ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ، ﻭﺗﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻧﺎﺩﺭ ﺟﺪﺍ.
ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻫﻜﺬﺍ ﺩﻭﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ، ﻓﻔﻲ ﺃﺯﻣﻨﺔ ﻣﻀﺖ، ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻀﻐﻂ ﺍﻟﺠﻮﻱ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﺭﺗﻔﺎﻋﺎ، ﻭﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻚ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻷﺣﻮﺍﺽ ﺍﻟﻨﻬﺮﻳﺔ، ﻭﺍﻟﻤﻴﺰﺍﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻮﺍﺟﺪ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻤﺎﺀ.