جولة في سماء 2017

متى كان الوقت الأفضل لمشاهدة الكواكب في 2017؟ يخبرك هذا الدليل بكل ما تحتاج أن تعرفه لرؤية هذه المشاهد الفلكية في سماء الليل. ويخبرك أيضاً توقيت مرور كوكب معين بالقرب من كوكب آخر أو بالقرب من نجم لامع. وأخيراً، يسرد الكوكبات التي شغلها كل كوكب على مر العام، بالإضافة إلى الظروف المختلفة -الاقترانات والتقابلات والاستطالات- في الجدول الزمني لهذا لعام 2017.
 
عطارد

يظهر عطارد كنجم مسائي في السماء الغربية ويغرب بعد نحو ساعة من مغيب الشمس. وكنجم صباحي، يظهر في السماء الشرقية مشرقاً قبل نحو ساعة من طلوع الشمس.

 

عطارد
عطارد


يجب أن يكون الأفق واضحاً ومن دون معوقات في هذه المناسبات، ويظهر عطارد عادةً "كنجم" لامع ذي لون أصفر أو أصفر باهت. شوهد عطارد في الصباح من 5 كانون الثاني/يناير إلى 14 شباط/فبراير، وفي المساء من 23 آذار/مارس إلى 8 نيسان/أبريل، ومن ثم في الصباح من 29 نيسان/أبريل إلى 7 حزيران/يونيو، وفي المساء من 5 تموز/يوليو إلى 17 آب/أغسطس.


وكذلك تكرر الأمر في الصباح من 6 إلى 20 أيلول/سبتمبر، وفي المساء من 2 تشرين الثاني/نوفمبر إلى 4 كانون الأول/ديسمبر وصباحاً من 20 إلى 31 كانون الأول/ديسمبر. وكان عطارد أكثر سطوعاً ومن السهل إيجاده في سماء الليل بين 23 آذار/مارس إلى 8 نيسان/أبريل، وكذلك في سماء الصباح من 6 إلى 20 أيلول/سبتمبر.

 
الزهرة

يظهر كوكب الزهرة، المشرق الساطع دائماً بضوء فضي، في السماء الغربية عند الغسق من 1 كانون الثاني/يناير حتى 16 آذار/مارس. وفي الجزء الشرقي من السماء عند الفجر من 3 نيسان/أبريل حتى 13 تشرين الثاني/نوفمبر. في منتصف شباط/فبراير و حتى أوائل أيار/مايو كان الزهرة مرئياً كهلال نحيل من خلال المناظير والتلسكوبات المثبّتة.

 

الزهرة
الزهرة

 

كان كوكب الزهرة أكثر سطوعاً في ليالي 30 كانون الثاني/يناير حتى 1 آذار/مارس ووصل إلى أقوى درجات السطوع في 17 شباط/فبراير. واشتد سطوعه في صباحات 15 نيسان/أبريل وحتى 14 أيار/مايو ووصل إلى أقوى درجات السطوع في 30 نيسان/أبريل.

عبر الكوكب شمال النجم المزرق الخافت Regulus (نجم الأسد في كوكبة الأسد) في صباح يوم 20 أيلول/سبتمبر. حيث ظهر كل من الزهرة والنجم على علو منخفض في السماء الشرقية والشمالية الشرقية قبل الفجر، يفصلهما نصف درجة فقط. في صباح يوم 5 تشرين الأول/أكتوبر عبر الزهرة على بعد حوالي ربع درجة واحدة فقط شمال المريخ، وظهرت إشراقة الكوكب الأحمر بنسبة 1/191 مقارنة بالزهرة.

 

وقبل اختفائه في شفق صباح 13 تشرين الثاني/نوفمبر عبر كوكب الزهرة على بعد 0.3 درجة شمال كوكب المشتري، ما شكل مشهداً أخاذاً، حيث ظهرا جنباً إلى جنب على علو منخفض في السماء الشرقية والجنوبية الشرقية عند بزوغ الفجر.

 

المريخ

المريخ، مشرق مثل "نجم" بهالة برتقالية مصفرة، ويمكن أن تتغير درجة سطوعه بين الفترة والأخرى. لاحظنا ذلك في ليالي 1 كانون الثاني/يناير وحتى 6 حزيران/يونيو وصباحات 11 أيلول/سبتمبر إلى 31 كانون الأول/ديسمبر. هذه هي "فترة عطلة" المريخ التي تستمر عاماً كاملاً، حيث لا يكون الكوكب مشرقاً أو واضحاً بما فيه الكفاية. كان في أوجه (أبعد نقطة له من الشمس) في 7 تشرين الأول/أكتوبر، حيث يبعد 154900000 ميل (249300000 كيلومتر) عن الشمس وأكثر بعداً عن الأرض، حيث يبعد 235 مليون ميل (378 مليون كلم).


المريخ
المريخ


وعلى الرغم من هذا المنظر الباهت، ينبغي علينا أن نضع في اعتبارنا أن العام الفائت جلب لنا رؤية استثنائية للمريخ. في الواقع، وفي أواخر تموز/يوليو 2018 اقترب الكوكب الأحمر من الأرض أكثر من أي وقت مضى منذ اقترابه الوثيق الذي حدث في آب/أغسطس 2003. إضافة إلى اقترابه من كوكب الزهرة في 5 تشرين الأول/أكتوبر، اقترن ظهور المريخ مع عطارد في صباح يوم 16 أيلول/سبتمبر، حيث اقترب الكوكبان من بعضهما في حدود أقل من ثلث درجة في موقع منخفض في الجزء الشرقي من السماء.

 

المشتري


يظهر المشتري متألقاً تماماً، ببريق فضي أبيض، وشوهد صباحاً اعتباراً من 1 كانون الثاني/يناير وحتى 6 نيسان/أبريل، ومساء من 7 نيسان/أبريل وحتى 6 تشرين الأول/أكتوبر. وعاد ثانية إلى الظهور صباحاً من 13 تشرين الثاني/نوفمبر وحتى 31 كانون الأول/ديسمبر. 

 

المشتري
المشتري


وفي معظم أيام العام 2017، شع المشتري كنجم فضي مبهم وغير متلألئ مقابل النجم الباهت نسبياً الذي تمثل كوكبة العذراء خلفية له. وعبر في نهاية المطاف كوكبة الميزان في 15 تشرين الثاني/نوفمبر. 
 

ثم عبر المشتري شمالاً وصولاً إلى نجم السنبلة spica المائل للازرقاق، وهو أكثر النجوم لمعاناً في كوكبة العذراء في 12 أيلول/سبتمبر. وكان أكثر سطوعاً في 2017 من 28 آذار/مارس وحتى 19 نيسان/أبريل. وتقابل المشتري مع الشمس في 7 نيسان/أبريل. وعند ظهوره تالياً لشفق الغروب الساطع، اقترب المشتري من الزهرة وأصبح على بعد ثلث درجة فقط منه وذلك في 13 تشرين الثاني/نوفمبر.

 

زحل

يتألق زحل كنجم أبيض مائل للاصفرار ومعتدل الإشعاع، ويمكن رؤية حلقاته الشهيرة فقط في تلسكوب له القدرة على التكبير 30 مرة على الأقل. استدارت الحلقات لتواجه حوافها الأرض (أو قريباً من ذلك) في معظم أيام 2009، حيث كان من الصعب جداً مشاهدتها في بعض الأوقات. أما الآن فقد استدارت الحلقات ليصبح منظرها متباعداً بالنسبة لمراقبي السماء، حيث أصبحت في ميلانها الأعظم بالنسبة للأرض -إذ ينحرف خط العرض المركزي لزحل 26.98 درجة عن الأرض- وذلك في 17 تشرين الأول/أكتوبر.
 

زحل
زحل


بدأ زحل عام 2017 في الكوكبة النجمية غير الفلكية الحواء Ophiuchus أو حاملة الثعبان، وعبر بعدها في كوكبة القوس Sagittarius (حامل النشاب) وذلك في 23 شباط/فبراير. وسببت حركته المتراجعة عبور الكوكب ذي الحلقات ثانية لكوكبة الحواء في 188 أيار/مايو، حيث أقام زحل حتى عبر ثانية كوكبة القوس في 18 تشرين الثاني/نوفمبر. 

أمكنت مشاهدته صباحاً من 1 كانون الثاني/يناير وحتى 14 حزيران/يونيو ومساء من 15 حزيران/يونيو وحتى 4 كانون الثاني/ديسمبر. وكان أكثر سطوعاً في 2017 من 12 حزيران/يونيو وحتى 17 منه، وتقابل مع الشمس في 15 حزيران/ يونيو.

 
أورانوس

يمكن أن يُلمح أورانوس بالعين المجردة لمن ينعم ببصر جيد وسماء مظلمة وواضحة، بالإضافة لمعرفة مسبقة عن المكان الذي يجب البحث فيه عن الكوكب بالتحديد. يشع أورانوس بمقدار +5.7 ويمكن رصده بسهولة بوساطة منظار جيد، بينما قد يكشف تلسكوب صغير عن قرص أورانوس الصغير والمخضر.
 

اورانوس
اورانوس


قضى أورانوس عام 2017 في كوكبة الحوت pisces، وشوهد في مساءات الأيام من 1 كانون الثاني/يناير إلى 29 آذار/مارس، وصباحات الأيام من 30 نيسان/أبريل إلى 18 تشرين الأول/أكتوبر، وعاد إلى الظهور مساءات الأيام من 19 تشرين الأول/أكتوبر إلى 31 كانون الأول/ديسمبر.

كان أكثر سطوعاً في 2017 في الفترة بين 27 آب/أغسطس إلى 7 كانون الأول/ديسمبر، وتقابل أورانوس مع الشمس في 19 تشرين الأول/أكتوبر. مر المريخ عند أقل من 0.6 درجة عن أورانوس في مساء 26 شباط/فبراير، موفراً بذلك نقطة إرشاد جيدة لتحديد موقع هذا الكوكب السابع بعداً عن الشمس.

 

نيبتون

أمضى كوكب نيبتون عام 2017 في كوكبةِ الدلو، بالغاً ذروة قوته وحجمه بقيمة +7.8، ويمكن مشاهدة هذا العالم المائل للأزرق بواسطة مناظير النجوم أو التيليسكوب فقط. أمكن تعقبه ورصده في المساء ابتداءً من اليوم الأول من كانون الثاني/يناير في مطلع العام حتى الخامس عَشر مِن شباط/فبراير.

 

نيبتون
نيبتون


وفي صباح الثامن عشر من آذار/مارس ولغايةِ الثامن عشر من أيلول/سبتمبر. وعاد مجدداً في مساء اليوم الخامس من أيلول/سبتمبر إلى نهاية العام. كان أكثر سطوعاً في 13 تموز/يوليو حتى 28 تشرين الأول/أكتوبر. كما حدث التقابل مع الشمس في الخامس من أيلول/سبتمبر.


وفي مساء الثاني عشر من كانون الثاني/يناير، أمكن استخدام كوكب الزهرة كعلامة ترشد لكوكب نيبتون حيث وقع الزهرة في أعلى يمين كوكب نيبتون على بعد 0.4 درجة. قد تكشفُ المناظير الجيدة أو التيليسكوب الصغير أبعد كوكب في المجموعة الشمسية، لكنه يبدو أقل سطوعاً بثمانين ألف مرة من كوكبِ الزُّهرة.

 

إمسح وإقرأ
شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات