السائرون أثناء النوم لا يشعرون بالألم

هذه الدراسة هي الأولى التي تركز على الألم المُختبَر خلال السير في أثناء النوم sleepwalking 
أبلغَ 47 سائرًا في أثناء النوم خلال هذه الدراسة، عن التعرض مرةً على الأقل لنوبة سير في أثناء النوم مُسببةً للأذى، وأبلغ 10 فقط عن الاستيقاظ الفوري بسبب الألم، بينما لم يُدرك الـ 37 سائرًا الآخرين ألمًا في أثناء النوبة، لكنهم شعروا بالألم لاحقًا في المساء أو الصباح.

وجدت دراسة حديثة عن السير في أثناء النوم مفارقةً مثيرةً للاهتمام، حيث أنه على الرغم من أن السائرين في أثناء النوم يعانون من زيادة خطر الصداع headaches، والصداع النصفي (الشقيقة) migraines أثناء اليقظة، فإنّه من غير المرجح أن يشعروا بالألم خلال نوبات السير في أثناء النوم، حتى لو تعرضوا لإصابة. 

أظهرت النتائج أن السائرين في أثناء النوم أكثر احتماليةً بأربع مراتٍ عن ضوابط الدراسة controls، للإبلاغ عن تاريخٍ من نوبات الصداع (نسبة الأرجحية: 3.80)، وأكثر احتماليةً بعشر مراتٍ للإبلاغ عن التعرض لنوبات الصداع النصفي "الشقيقة" (نسبة الأرجحية: 10.04) بعد التكيف لعوامل الإرباك المحتملة، مثل الأرق والاكتئاب. 

لم يدرك 79% من السائرين خلال نوبةٍ سابقة من السير في أثناء النوم -والتي تضمنت التعرض للإصابة- ألمًا خلال النوبة، مما جعلهم يظلون نائمين رغم تعرضهم للأذى.

قال الباحث الرئيس الدكتور ريجيس لوبيز Dr. Regis Lopez أخصائيّ الطب النفسيّ وطب النوم في مستشفى Gui-de-Chauliac فى مونبيليه بفرنسا: "كانت أكثر نتائجنا مفاجأةً، هي نقص إدراك الألم خلال نوبات السير في أثناء النوم"، كما قال: "نحن نعلن هنا للمرة الأولى عن ظاهرةٍ من فقدان الإحساس بالألم analgesia، مصاحبةً للسير في أثناء النوم"، وقد نشرت نتائج الدراسة في إصدار نوفمبر لدورية Sleep.

أجرى لوبيز وزميلاه الأستاذ الدكتور إيزابيل جوسينت Isabelle Jaussent, PhD وايفز دوفيلرز Prof. Yves Dauvilliers، دراسةً استقصائيةً cross-sectional study على 100 شخص صحيح من ضوابط الدراسة control subjects، و100 مريض تم تشخيصهم بالسير في أثناء النوم، متضمنين 55 ذكرًا و45 أنثى. 

يبلغ متوسط العمر للسائرين في أثناء النوم 30 عامًا، قُيّمت شكوى الألم في أثناء النهار بواسطة الطبيب واستبيانات الإبلاغ الذاتي self-report questionnaires، والتي قَيمت تكرار الصداع على مدى الحياة وخصائصه. 

أبلغَ 47 سائرًا في أثناء النوم خلال هذه الدراسة، عن التعرض مرةً على الأقل لنوبة سير في أثناء النوم مُسببةً للأذى، وأبلغ 10 فقط عن الاستيقاظ الفوري بسبب الألم، بينما لم يُدرك الـ 37 سائرًا الآخرين ألمًا في أثناء النوبة، لكنهم شعروا بالألم لاحقًا في المساء أو الصباح.

على سبيل المثال، أُصيب أحد المرضى بكسورٍ شديدة بعد القفز من الطابق الثالث خلال السير في أثناء النوم، لكنه لم يشعر بالألم حتى الاستيقاظ لاحقًا في المساء. 

كسر مريضٌ آخر ساقه خلال السير في أثناء النوم، وذلك عندما تسلق سطح منزله وسقط من الأعلى، إلا أنه لم يستيقظ إلا في الصباح. 

قال لوبيز: "قد تساعد نتائجنا في فهم آليات نوبات السير في أثناء النوم"، كما قال: "نحن نفترض أن حالةً منفصلة من التيقظ قد تُعدّل مكونات سلوك النوم واليقظة، الوعي، وإدراك الألم أيضًا".
 

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات