يمكنك الاستماع إلى المقال عوضاً عن القراءة
اكتشاف جين جديد مرتبط بمقاومة أحد أدوية سرطان الثدي!

حدّد علماء من سالفورد Salford في المملكة المتحدة جينًا gene يؤدي إلى تسريع فعالية السرطان ضد أشيع الأدوية المُضادة لسرطان الثدي في العالم. فلأسبابٍ غير معروفة، يُصبح ٥٠٪‏ من مرضى سرطان الثدي (المُعالَجين بالأدوية المُضادة لمستقبلات الإستروجين) في النهاية مقاومين لهذا العلاج.


حيث نُشِرَت دراسة هذا الأسبوع في المجلة الدورية Oncotarget اختبر فيها اختصاصيون في الكيمياء الحيوية فرضية تقول بأن الآلية وراء مُقاومة التاموكسيفين Tamoxifen (وهو دواء مُضاد لمستقبلات الإستروجين في الثدي) ترتبط بالمُتَقدِّرات mitochondria المولِّدة للطاقة في خلايا السرطان، وحددوا في دراستهم أن البروتين NQ01 هو المسؤول عما إن كانت الخلايا ستقاوم التاموكسيفين أم لا.


يقول ميشيل بي ليزانتي Michael P Lisanti وهو أستاذ في الطب الانتقالي في مركز البحث الكيميائي الحيوي في جامعة سالفورد: "بعبارات بسيطة، وُجِدَ أن العملية التي تتسمم فيها الخلايا بالتاموكسيفين لها في الحقيقة تأثيرٌ مُعاكِس، حيث يؤدي تحريض خلايا السرطان إلى استجابتها بزيادة فعاليتها حتى تنجو من تأثير الدواء".


اختبر ليزانتي والمتعاونان معه الدكتور فيديريكا سوتجيا Federica Sotgia والدكتور ماركو فيوريلو Marco Fiorillo فكرتهم القائلة بأن خلايا السرطان تُقاوم التاموكسيفين عبر المتقدرات الخاصة بها (وهي مصدر الطاقة في الخلية) والتي تُنتِج كل طاقتها، حيث قارنوا في المختبر بشكل مباشر خلايا السرطان الحساسة للتاموكسيفين مع خلايا السرطان المُقاوِمة له، ووجدوا أن الطاقة الأعلى للمتقدرات هي التي تميز الخلايا الحساسة لهذا الدواء عن الخلايا المقاومة له.


ثم استخدموا كلًّا من التنميط البروتيني وعلم الوراثة والاستقلاب لتحديد الجينات الضرورية لمُقاومة التاموكسيفين، فلاحظوا أنه بإضافة جين مُفرَد هو NQ01 ستتمكن الخلايا من النجاة (أي من مقاومة الدواء)، وأخيرًا استخدموا مُثَبِّطًا للجين NQ01 وهو ديكومارول dicoumarol (وهو قريب من مجموعة الوارفارين warfarin) فنجحوا في جعل الخلايا المُقاومة للتاموكسيفين حساسةً له.


اختتم الأستاذ ليزانتي الدراسة قائلًا: "هذا أول دليل على أن مقاومة التاموكسيفين مرتبطةٌ بسلوك استقلابي مُحدَّد مثل زيادة طاقة المتقدرات، وهذا مهم لأنها تكون بذلك غير مرتبطة بتأثير التاموكسيفين في المستقبل الإستروجيني، وهي تؤكد أيضًا أن مقاومة التاموكسيفين تنتج عن آلية مُستَقلَّة عن الإستروجين".


يقول الدكتور ماركو فيوريلي: "أعتقد الآن أنه بعد تحديدنا الهدف في مقاومة التاموكسيفين سنتمكن من تصميم أدوية جديدة تتغلب على هذه المقاومة. وهناك بالفعل أدوية تجريبية تستهدف NQ01 و GCLC (لأسباب أخرى)، لذلك فإن مُثبِّطات هذه الأنزيمات حقيقةٌ عمليَّة".

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

اترك تعليقاً () تعليقات