بضائع أرغو الخفية

اعتادت كوكبة السفينة العظيمة "سفينة أرغو" (Argo Navis) أن تتوزع على طول الأفق الجنوبي المائي للبحر الأبيض المتوسط في أوقات من العصور القديمة.

يُذكرُ أن جاسون وبحاري الأرغو (Argonauts) قد استخدموا السفينة في مسعاهم من أجل الصوف الذهبي Golden Fleece، كما أدرجها الفلكي اليوناني بطليموس في قائمته للكوكبات، والتي كتبت في القرن الثاني الميلادي.[1]

قسَّم رسامُ خرائطِ النجومِ الفرنسيُّ نيكولاس لويس دو لكيل Nicolas Louis de Lacaille الكوكبة العملاقة لثلاثة أقسام عام 1752، وتُظهر هذه الصورة كوكبة القاعدة (وهي أحد أقسام كوكبة سفينة أرغو)، وتمثل قاعدة السفينة.

أخذ هذه الصورة المرصد الفضائي الياباني أكاري Japan's Akari space observatory وهي تُظهر البضائع المخفية للكوكبة: غبار مشكل للنجوم.

هذا الغبار هو جزء من الوسط بين النجمي، والذي يحتوي أيضاً على الغاز. تكشف العُقد البرّاقة عن نوى كثيفة ذات عرض بمقدار بضعة أعشار من السنة الضوئية. تمثل هذه الشرانق الغبارية المكانَ الذي تحتضن فيه الجاذبيةُ النجومَ الجديدة، وهي غير مرئية في مدى طول الموجات المرئية؛ وذلك بسبب الغبار الذي يمنع الضوء من الخروج.

ومع ذلك، فإن درجة الحرارة المنخفضة للغبار تعني أن هذه النوى تُصدر أشعةً في الجانب البعيد من الأشعة تحت الحمراء، مما يجعلها مرئية للكواشف الخاصّة على أكاري.

تم بناء هذه الصورة ذات الألوان المزيفة والتي تمتد على مدى 20x15° من خلال ثلاث نطاقات من الحزم تحت الحمراء البعيدة: يمثل الأزرق الأشعة ذات الطول الموجي البالغ 65 ميكرومتراً، ويُظهر الأخضر الأشعة ذات الطول الموجي البالغ 90 ميكرومتراً، أما الإشارات الحمراء، فتمثل طول الموجة البالغ 120 ميكرومتراً. الصورة هي جزء من مسح كلي للسماء بواسطة أكاري صدر مؤخراً.

كان هذا أوّل مسح كلي للسّماء بالأشعة تحت الحمراء البعيدة منذ أَطلقت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وهولندا القمر الصناعي الفلكي للأشعة تحت الحمراء (IRAS) في عام 1983. تم الإصدار النهائي لبيانات صورة IRAS في عام 1993، ولا زال يستخدمها الفلكيون منذ ذلك الوقت.

يتميز مسح السماء الكلي لأكاري بأنه ذو دقة أعلى، كما أنه يحتوي على أطوال موجية أطول من المسح الخاص بـIRAS في نفس الوقت.

رصد أكاري أكثر من 99% من السماء على مدى فترةِ 16 شهراً، وكانت دقة صور السماء من 1-1.5 دقيقة قوسية (0.017–0.025°)، وذلك على أربعة أطوال موجية هي: 65، و90، و140، و160 ميكرومتراً.

كان أكاري ثاني مهمة فضائية لعلم الفلك بالأشعة تحت الحمراء من معهد علوم الفضاء والملاحة الفضائية التابع للوكالة اليابانية لاستكشاف الفضاء (جاكسا)، وهذه المرة بمشاركة وكالة الفضاء الأوروبية.

ملاحظات:


[1] الصوف الذهبي -في الميثيولوجيا الإغريقية- هو: صوف الكبش المجنح ذهبي الشعر، والموجود في كولخيس، وهو رمز للسلطة والملك. يظهر هذا الصوف في حكاية البطل جاسون Jason وعصبته من بحارة الأرغو، والذين قرروا السير من أجل الحصول على الصوف بأمر من الملك بيلياس، وذلك من أجل وضع جاسون بشكل شرعي على عرش إيالكوس في ثيساليا. وبمساعدة ميديا، استطاعوا الحصول على الصوف الذهبي.

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات