التّاريخ: ١٩ أيّار/مايو 2017. المصدر: مركز هيلمهولتز في ميونخ لأبحاث الصّحة البيئيّة Helmholtz Zentrum München في ألمانيا.
الخلاصة
مرضى سرطان الرّئة معرَّضون بشكلٍ خاصّ لانصباب الجنب الخبيث malignant pleural effusion أي تجمّع السّائل في المسافة الفاصلة بين الرّئتين وجدار الصّدر. اكتشف الباحثون آليّةً جديدة تسبّب حدوث ذلك كما أظهرت دراستهم إمكانيّة استخدام عدّة موادّ فعّالة في علاج هذه الحالة.
يتعرّض مرضى سرطان الرّئة بشكل خاصّ لانصباب الجنب الخبيث، وهو تجمّع السّائل في المسافة بين الرّئتين وجدار الصّدر، فقد اكتشف باحثون منHelmholtz Zentrum München بالمشاركة مع المركز الألمانيّ لبحوث الرّئة DZL آليّة جديدة تسبّب حدوث ذلك، ونُشِرَت دراستهم في Nature Communications حيث أظهرت إمكانيّة استخدام عدّة موادّ فعّالة في علاج هذه الحالة.
ويترافق الانصباب الرّئوي الخبيث MPE عادةً مع سرطان الثّدي والرّئة اللّذان يعطيان نقائل، ويتضمّن تجمّع سائلٍ زائدٍ وخلايا خبيثة في جوف الجنب pleural cavity وهو المسافة بين الرّئتين وجدار الصّدر، فيحيط السّائل بالرّئة مما قد يسبّب على سبيل المثال قِصَراً في النَفَس وألماً صدريّاً، وقد يكون قاتلاً.
يشرح الأستاذ جورجيوس ستاثوبولوس Georgios Stathopoulos مدير مجموعة البحث في معهد بيولوجيا الرّئة ILBD والمركز الشّامل لطبّ الجهاز التّنفسيّ CPC: "لا يوجد علاج فعّال لذلك حتّى الآن، وفي حالة انصبابات الرّئة الكبيرة أي في الأحجام الّتي تتجاوز اللّيتر الواحد، تتضمّن المعالجة الرّشف لإزالة الضّغط عن الرئة".
آليّة استهداف الخلايا السّرطانيّة
يعمل ستاثوبولوس وفريقه على فهم أسباب انصباب الجنب، وهو ما يزال غير واضح، بهدف تطوير علاجٍ لهذه الحالة في المستقبل، وفي هذه الدّراسة فقد فحص العلماء خلايا سرطانيّة حصلوا عليها من انصبابات جنبٍ ذات طفرة خبيثة على جين KRAS الّذي يُعرَف بأنّه يلعب دوراً رئيسيّاً في نموّ عدّة أورام خبيثة.
يقول ستاثوبولوس شارحاً الآليّة: "لقد كنّا قادرين على إثبات أنّ هذه الخلايا تحرّر مادّةً تلعب دور المرسال ضمن مجرى الدّم، والّتي تجذب بدورها الخلايا المناعية، ثمّ تتجول هذه الخلايا عبر الطّحال إلى جوف الجنب حيث تسبّب الانصباب".
الاختبارات على المواد الفعّالة لعلاج انصباب الجنب
كما وجد العلماء بالإضافة إلى ذلك خلايا السّرطان ذات الطّفرة على KRAS عند دراسة انصباب الجنب الخبيث لدى مرضى سرطان الرّئة و كذلك في الصّفوف الخلويّة المُشتقَّة منها، وبهدف تأكيدِ إمكانيّة تطبيقِ معرفتهم المكتسبةِ حديثاً في الممارسة السّريريّة، فقد اختبروا مادّتين فعّالتين تقاطعان الآليّة في نقطتين مختلفتين، فتمكّنوا من إثبات أنّ كلاً من مثبط ديلتاراسين Deltarasin ومضادّ المادّة المرسال المُحرَّرة من قبل خلايا السرطان يمنعان حدوث انصباب الجنب.
وحول ذلك يقول ستاثوبولوس: "تنتج ثلثا حالات انصباب الجنب الخبيث تقريباً عن سرطان الرّئة، وبالنّظر إلى الأعداد الضّخمة المتزايدة من المدخّنين فمن الضروريّ اتّخاذ العلاجات المناسبة بشكل سريع، لقد دفعتنا نتائجنا إلى اعتبار الأدوية الّتي تستهدف الآليّة الّتي اكتشفناها خياراً علاجيّاً مُمكِناً ونحن بحاجة إلى المزيد من الدّراسات لإثبات ذلك."
وكان خبير سرطان الرئة جورجيوس ستاثوبولوس قد انضم إلى مركز هيلمهولتز في ميونخ لأبحاث الصّحة البيئيّة عام ٢٠١٥ وهو يترأس أيضاً مجموعة عاملة في مخبر التسرطن التنفسي الجزيئي Laboratory for Molecular Respiratory Carcinogenesis في جامعة باتراس Patras في اليونان.
يذكر أن الدراسة كانت قد نشرت نتيجة لمشاركة بين المجموعتين العاملتين.
